برودة انتخابية غير مسبوقة تشهدها عاصمة الشمال، لكنها قد تخفي مفاجآت أيضاً، فشارع تيار المستقبل السني لا يبدو متحمّساً للاقتراع ما يؤشر الى تراجع كبير في نسبة المشاركة في 15 أيار، رغم محاولة ملء فراغ غياب اللائحة الزرقاء من خلال اللائحة المدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي أو اللائحة التي شكّلها القيادي السابق في تيار المستقبل مصطفى علّوش ولائحة أشرف ريفي.
تكتسب المعركة الانتخابية في طرابلس، كما بيروت وصيدا، بعداً سياسياً، فغياب تيار المستقبل سيضع الهوية السياسية لهذه المدن السنية الثلاث رهن نتائج صناديق الاقتراع وما ستفرزه من ممثلين عنها.
تراجع نسبة الاقتراع في الشارع السني سترفع من حظوظ حلفاء حزب الله في المدينة، كما يقول علّوش، قاصداً لائحة النائب فيصل كرامي، والتي ستفوز بثلاثة مقاعد بشكل مؤكد، إلا أن استمرار غياب الحماس السني وتراجع نسبة الاقتراع ربما ترفع حظوظ هذه اللائحة الى 5 مقاعد من أصل 11.
في هذه الأثناء، تتجه الأنظار الى العودة الخليجية الى بيروت عبر عودة سفير السعودية وليد البخاري، والدور الذي من الممكن أن تلعبه في الاستحقاق الانتخابي، وقد كان اتصال البخاري بالرئيس فؤاد السنيورة لافتاً من حيث التوقيت، إلا انه لم يتظهّر بعد أي دور سعودي داعم لا معنوي ولا مادي للوائح المشكّلة في البيئة السنية، لا سيما اللوائح المدعومة من السنيورة في بيروت والدوائر الأخرى، لائحة فؤاد مخزومي ولوائح طرابلس.
وبينما تشير المعلومات الى أن العودة الخليجية ستركّز على المساعدات الانسانية وتقديم الاغاثة للشعب اللبناني من دون أي تدخّل في الانتخابات، كشف علّوش في اتصال مع موقع mtv أنه لم يتلق أي اتصال ولم يحصل معه أي تواصل من قبل السعودية. وعند سؤاله عن اتصال البخاري بالسنيورة، يقول: “أنا أعمل على الأرض ولا أعرف ماذا يحصل بين السفارات والقيادات السياسية، لكني آمل أن الوضع سيتغيّر في الاسبوعين المقبلين”.
ومع غياب القوة السنية الكبرى، وفي ظل غياب أي دعم مالي وسياسي وعدم تجاوب الناس، كيف تدير هذه اللوائح معركتها على الساحة السنية؟
يجيب علّوش: “نعتمد على مصداقيتنا وموقفنا السياسي، واذا كان الناس يريدون تسليم البلد لحزب الله فهذا خيارهم”، مضيفاً “وضعنا أنفسنا في الواجهة وبامكانيات ضئيلة لنمنع الفراغ، ولكن اذا الناس لم تتحرك فسيكون هذا خيارها. ونحن نقول من خلال ترشيحنا أن هناك خيار آخر وقرارنا ان نخوض المواجهة وتخفيف الأذى”، محذرا من نيل حزب الله وحلفائه ثلثي أعضاء مجلس النواب الجديد.
وتبقى الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع وما يمكن أن تفرزه من نتائج ليس فقط على مستوى لوائح القوى السياسية انما أيضا قوى الحراك ومدى قدرتها على الخرق لا سيما في طرابلس التي وُصفت منذ ليلة 17 تشرين بـ”عروس الثورة”، فأي هوية سيختارها الطرابلسيون في 15 أيار؟