أكد الباحث الإقتصادي والسياسي شادي نشابة في حديث لموقع Leb Economy رداً على مجموعة من الأسئلة عن السوق السوداء، على أن “الجميع مستفيد من السوق السوداء في لبنان حتى السلطات المالية والنقدية في البلد”. وشدد نشابة “السيطرة والقضاء على السوق السوداء بحاجة الى قرار من الدولة وقرار سياسي، وهذا الأمر غير متوفر حالياً”.
من يدير السوق السوداء في لبنان؟
اعتبر نشابة أن هناك شبكة أو “مافيا” مالية تشكل الدولة جزء منها، مرتبطة بتجار مال متموّلين من السوق السوداء بالشراكة مع المصارف ومصرف لبنان. وأشار إلى أن “الجميع مستفيد من السوق السوداء في لبنان، حتى السلطات المالية والنقدية في البلد كمصرف لبنان والمصارف لأنها تجني أرباحاً طائلة لتعويض الخسائر التي تكبّدتها، كما يتم اللجوء إلى السوق السوداء لشراء المستلزمات التفطية والطبية وغيرها من قبل مصرف لبنان وذلك بعد إنخفاض الإحتياطي الإلزامي “.
كيف تنتهي هذه السوق؟
وفقاً لنشابة “هذا الأمر بحاجة الى قرار من الدولة وقرار سياسي، وهذا الأمر غير متوفر حالياً لأن مافيا المال التي تدير هذا الموضوع جزء منها اصحاب مصالح من السلطة السياسية”.
من أين تؤمن دولارات السوق السوداء في ظل شح العملة الصعبة في البلد؟
أشار نشابة إلى أن “هناك كمية كبيرة من الدولارات في المنازل، وقد حاول مصرف لبنان أخذ هذه الدولارات عبر التعاميم الصادرة عنه، إضافةً إلى التحويلات المالية وإحتياطي المركزي الذي عانى من الإستنزاف جراء ضخ أكثر من مليار دولار في السوق”.
لماذا لم تسيطر الدولة على هذه السوق؟
رأى نشابة أن “الدولة مستفيدة من هذه السوق لتخفيف الخسائر وتحقيق الأرباح للتجار وأصحاب رؤوس الأموال”.
هل السوق السوداء سسبب ارتفاع سعر صرف الدولار؟
أكد نشابة أن “إرتفاع وإنخفاض سعر صرف الدولار مرتبطان بمافيا السوق السوداء، لكن هناك أيضاً أسباباً إقتصادية تعود لقاعدة العرض والطلب، فمثلاً عندما ارتفع سعر النفط بعد الحرب الأوكرانية أصبح مصرف لبنان بحاجة لتوفير ١٣٠ مليون دولار بعدما كان بحاجة لـ ١٠٠ مليون دولار، وبات يلجأ لتوفير هذا الفارق إلى السوق السوداء”.
ولفت نشابة الى أن “هناك أسباباً نفسية لدى المواطنين، حيث يهرعون عند سماع أي خبر سيء لشراء الدولار خوفاً على أموالهم بالليرة، فضلاً عن بث أجواء من الخوف عند المودعين”.