أقفل باب تسجيل اللوائح لانتخابات 2022 على رقم كبير مع 103 لوائح، قياساً بانتخابات 2018 والتي تنافست فيها 77 لائحة فقط، ما يدلّ على نسبة الاقبال الكبير على الترشّح هذا العام لاعتبار وحيد وهو حراك 17 تشرين 2019 وما أفرزه من مناخ جديد فرض نفسه على الاستحقاق الانتخابي.
إلا ان الاقبال الكبير للتغييريين على الترشح، أفراداً ولوائح، لا يبدو أنه سيكون في صالح الحراك والأهداف التغييرية التي انطلق منها وقرر دخول معترك العمل السياسي والانتخابات من أجل تحقيقها، لا بل أن المشهد الانتخابي من ضفة “الثورة” يعكس تشتتاً وانقسامات كان يمكن للواقع أن يختلف كثيراً من دونها.
أكد الخبير الانتخابي كمال فغالي أن ارتفاع عدد الترشيحات واللوائح المسجّلة في وزارة الداخلية يعود الى إقبال قوى الحراك على الترشّح، كاشفاً أن عدد لوائح “الثورة” بلغت حوالى 60 في المئة من مجمل عدد اللوائح، وأن متوسط عدد لوائح “الثورة” هو حوالى 4.1 في الدائرة، مع تفاوت العدد الفعلي بين دائرة وأخرى.
إلا ان فغالي اعتبر، في حديث لموقع mtv، أن هذا الأمر سلبي بالنسبة لقوى الحراك طبعاً، لكنه إيجابي للقوى السياسية، لافتاً الى ان عدم توحّد هذه القوى والمجموعات في لوائح موحّدة خسّرها القدرة على الخرق.
ولكن كم نائب كانت هذه المجموعات قادرة أن تحصد لو كانت موحّدة؟
يجيب فغالي برقم صادم، مؤكداً ان الاحصاءات كانت تشير الى ان “الثورة” قادرة على الفوز بـ70 نائباً، فقبل 17 تشرين كانت الأجوبة الطاغية في كل الاحصاءات عشية الانتخابات هي “لا أحد” أو “ورقة بيضاء”، وبعد 17 تشرين كانت هناك حالة رفض كبيرة للاقتراع للقوى السياسية التقليدية، لافتاً الى ان هذه الموجة كانت قادرة على الفوز.
وصحيح أن “الثورة” لم تنجح بأن تنتج قائداً لها، إلا ان الأسوأ من ذلك، بحسب فغالي، كان عدم قدرتها على وضع برنامج موحّد، عازياً السبب الى عدم وجود خبرة لدى مجموعات “الثورة” بالإضافة الى وجود قوى تعمل على تفرقتها.
وبالحصيلة فقد فقدت “الثورة” قدرتها على تحقيق فوز كاسح في استحقاق 15 أيار، رغم انشاء منصتين كان هدفهما توحيد أكبر عدد ممكن من مجموعات الحراك، إلا أن تشتت المرشحين في هذا العدد الكبير من اللوائح أكّد فشل كل هذه المحاولات باستثناء عدد قليل من اللوائح في بعض الدوائر، والتي تحظى بفرص كبيرة للخرق والفوز، هذا بالاضافة الى اللوائح المدعومة من أحزاب وقوى تدور في فلك “الثورة” والتي تم رفض التحالف معها من قبل بعض قوى الحراك، والتي سيكون الفوز حليفها لكن انطلاقا من قواعدها الشعبية وليس بناءً على مرجعية 17 تشرين.
وكنتيجة عملية لعدم توحّد قوى الحراك انتخابياً، يشير فغالي الى تراجع في نسبة الاقتراع ستشهدها معظم الدوائر وعلى امتداد الطوائف، بالاضافة الى المقاطعة السنية الكبيرة ايضا، لافتاً الى ان حزب الله سيفوز في هذه الانتخابات أيضاً ولكن بشرعية أقل، كاشفاً عن تراجع في الاقتراع لدى السنّة بنسبة 51 في المئة، لدى الدروز والمسيحيين بنسبة 25 في المئة ولدى الشيعة بنسبة 20 في المئة.
المصدر :نادر حجاز – Mtv