إذا كان سعر صرف الدولار في السوق السوداء في لبنان يُسجّل ارتفاعاً يومياً، ويتسبّب بتضخّم في الأسعار، متخطّياً عتبة الـ24 ألف ليرة على رغم تدخّل مصرف لبنان وإنفاق ما تبقّى من الإحتياطيات بالعملات الإجنبية، والتي تبلغ نحو 11.5 مليار دولار، فإن ارتفاع أسعار النفط العالمية بسبب الحرب الروسية ـ الأوكرانية تُرخي بثقلها أيضاً على لبنان، خصوصاً في قوت المواطن وحاجياته اليومية واشتداد الضيقة في السيولة والقدرة الشرائية على اللبنانيين.
ولا يقتصر تألّق الدولار و”تعملقه” على الليرة اللبنانية فحسب، بل سجّل الدولار الأميركي عالمياً أعلى مستوياته منذ ما يقارب عامين، مدعوماً بالتعليقات المتشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين دافعوا عن تخفيض سريع في الميزانية العمومية المتضخّمة للبنك المركزي، حيث أعرب أحدهم عن انفتاحه على زيادات كبيرة في معدل الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية. وارتفع مؤشر الدولار إلى 99.526 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ أواخر أيار 2020. وكان آخر ارتفاع بنسبة 0.5% عند 99.498 نقطة.
وقالت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد، وهي عادة واحدة من صانعي السياسة الأكثر تشاؤماً في الاحتياطي الفيدرالي، إنها تتوقع زيادات منهجية في أسعار الفائدة وتخفيضات سريعة في الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي التي تبلغ نحو 9 تريليونات دولار لوضع السياسة النقدية الأميركية في “موقف أكثر حيادية” في وقت لاحق من هذا العام، ما سينجم عنه مزيد من التشديد.
نداء الوطن