كتبت لبنى عويضة في “سكوبات عالمية“:
بين أزمة اقتصادية حادة ووضع معيشي مأساوي، انتشر السلاح المتفلت في الآونة الأخيرة بشكل باتت السيطرة عليه تطرح علامات استفهام عدة ويبدو ان الحد منه أصبح عائقاً وصعباً في الوقت نفسه. فلما عادت ظاهرة السلاح والقتل إلى الواجهة اليوم؟
يعزو البعض من المواطنين أن الضائقة الاقتصادية والوضع المعيشي هو السبب الأساسي لانتشار الجرائم، إلا أنه من حيث الواقع فسعر الذخيرة بالدولار، والأخير غائب عن جيوب الفقراء لا بل هو حلم بالنسبة لبعض العائلات التي تشكو من صعوبة تأمين الطعام والدواء، فمن أين لهم هذا الكم الهائل من الرصاص الذي تمطر السماء به؟ خاصة في مدينة الفقراء طرابلس، والتي يعيش أبنائها منذ عدة ايام لياليهم تحت رحمة الزعران مطلقي الرصاص العشوائي.
من جهة اخرى، الضغط العصبي والنفسي الذي يسيطر على جميع المواطنين يجعلهم قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، وكذلك السؤال من أين يأتي كل هذا السلاح الوفير؟
ظاهرة أخرى أيضاً باتت ترهق كاهل المجتمع وهي “الانتحار”، ولعله سبيل الخلاص الأسهل بالنسبة للفرد للتخلص من كل الازمات التي تنخر به في بلد لا يرحم ساكنيه.
يبدو أن القتل والانتحار ظاهرتين عايشتا المجتمع اللبناني منذ سنوات وهما ليستا جديدتين، لكن تفاقم أعداد القتلى أصبح نذير شؤم ويدعو لوضع استراتيجيات لمكافحتهما في بلد يفتقر إلى الحد الأدنى من الحياة الكريمة، يظهر أن الموت أسهل من “شربة الماء”.
ولا يسعنا إلا توجيه النداء للمسؤولين وللجمعيات التي كثر عددها وندر عملها للتحرك السريع لوضع حد للفلتان الأمني والسلاح المتفلت والذي يتحكم به زعران المناطق، فلا ذنب لأسرة ان تيتّم أو تخسر أي فرد من أبنائها بسبب جهل مطلق النار وغوغائيته، إذ أن السلاح ليس باباً للهو أو لفرد العضلات، السلاح هو آلة الموت التي تتحرك مع حاملها لتنهي حياة من لا ذنب له وتغيّر مصير حياة عائلة بأكملها بسبب من يمكن أن نطلق عليه لقب “سفاح”.
لنطلق الصرخة ونضع حداً لهذا الجهل الذي يسيطر على ليالي طرابلس بالتحديد ويرعب مواطنيها المسالمين.