كتبت أنديرا مطر في “القبس” الكويتية:
يستقبل اللبنانيون للسنة الثالثة على التوالي شهر رمضان الفضيل في ظل ظروف اقتصادية مأساوية تنغص عليهم فرحتهم.
فبعد مقاطعة معظم اللبنانيين، مرغمين، للحوم التي كانت تزين موائدهم، يتجهون اليوم الى اقصاء الخضراوات والحبوب.
وإذ كان اللبنانيون معتادين على ارتفاع أسعار الخضار مع قدوم شهر رمضان باعتبار ان الطلب يزداد على مكونات صحن “الفتوش” الطبق الرئيسي على طاولة الإفطار، غير أن لهيب الأسعار وصل الى كل المكونات اللازمة لإعداد أي طبق.
وفي عينة عن اسعار السلع، وصل سعر اللوبياء إلى نحو 120 ألف ليرة للكيلو الواحد. أما البطاطا، التي تعتبر طبق الفقراء، فقد ناهز سعر الكيلوغرام منها 18 ألف ليرة. وعليه، فان متوسّط تكلفة إفطار الشخص في يوم واحد تصل إلى 80 ألف ليرة لبنانية. وإن أرادت الأسرة تناول وجبة غذائية مكونة من طبق خضار مع اللحم، فقد يتخطى سعر هذا الطبق عتبة الـ 500 ألف ليرة.
البطاطا المقلية
كانت البطاطا المقلية اللذيذة الرخيصة من الأطباق الأساسية على مائدة اللبنانية منى العمشة، التي كانت تعيش مع أطفالها الثلاثة في حي فقير في بيروت، لكن مع ارتفاع أسعار زيت دوار الشمس بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا باتت تخشى ألا تكون حتى البطاطا في المتناول خلال شهر رمضان.
وسيكون تأثير ارتفاع أسعار القمح وزيت الطعام والوقود أعمق خلال شهر رمضان في لبنان وفقا لبرنامج الأغذية العالمي بعدما تسببت أزمة اقتصادية عميقة في ارتفاع الأسعار 11 مرة منذ 2019. وتحتاج الكثير من الوجبات إلى كميات كبيرة من الزيت الذي صار باهظ الثمن لكثيرين.
وقالت رشا بيضون، التي ترأس منظمة ميك اديفرنس الخيرية، التي توزع سلعا أساسية على الأسر الفقيرة “الطلب أكبر بكثير مما لدينا”، مردفة: “في رمضان ستصوم بعض الأسر بلا إفطار.. ليس لديها ما تأكله”.
الحلويات كماليات
الحلويات التي جزء أساسي من مائدة رمضان، ارتفعت أسعارها بشكل قياسي، حيث ان صناعتها باتت من القطاعات التي تعاني ارتفاع أسعار المواد الأولية والنزف لموظفي النخبة واليد العاملة المتخصصة، وشكلت الحرب الروسية ضربة لها مع ارتفاع اسعار القمح والطحين والزيوت النباتية والزبدة، وحتى البيض احدى المواد الأساسية في صناعة الحلوى ارتفع سعره بشكل جنوني نتيجة ارتفاع أسعار الاعلاف المستوردة، ونتيجة لكل ذلك سيغيب الكلاج وزنود الست الأساسيان في رمضان عن مجمل متاجر الحلويات الشعبية.