دخل “التيار الوطني الحر” في دائرة الشوف – عاليه مرحلة انتخابيّة دقيقة، وذلك بعدما استحكمت عُقدة “البساتنة” باللائحة التي يُخطط أن تضمّ إلى جانب “الوطني الحر”، الوزير السابق وئام وهاب والنائب طلال أرسلان.
كما بات معروفاً، فإنّ عُقدة “البساتنة” ترتبطُ بالوزير السابق ناجي البستاني من جهة والنائب فريد البستاني من جهة أخرى. وفعلياً، فإن الأخير يرفض أن يكون الأول معه إلى جانب اللائحة بسبب خلافات بينهما فضلاً عن إمكانية تأثير ناجي على فريد انتخابياً. ووسط ذلك، فإنّ وهاب يُصر على أن يكون ناجي البستاني ضمن اللائحة الموحّدة، لكنّ هذا الأمرَ لم يُثمر خيراً. ففي الأول من أمس، عُقد لقاء مطوّل بين وهاب والنائب جبران باسيل، إذ سعى الأول للذهاب باتجاه تبنّي ناجي البستاني على اللائحة إلى جانب فريد وبالتالي إنهاء العقدة بين الرجلين، لكن المفاوضات لم تنجح. إثر ذلك، خرجت أجواءٌ عن اللقاء بأن وهاب و”الوطني الحر” قد “افترقا” عن بعضهما البعض، وبالتالي ذهاب وهاب بمفرده لتشكيل لائحة مع البستاني، في حين يُصبح “الوطني الحر” منفرداً بلائحة لوحده
.
في المقابل، قالت مصادر مقرّبة من وهاب لـ”لبنان24″ إنّ “الحديث عن الافتراق غير دقيق”، وأضافت: “المفاوضات لم تنتهِ، والمحاولات مستمرة ويمكن أن يتم الحسم خلال الساعات المقبلة، والتوجّه هو أن هناك حلحلة لمسألة عقدة البساتنة قرابة ظهر اليوم الجمعة”.
وأوضحت المصادر أنه “في حال انقلبت الأمور ولم يحصل الحل، فإنّ التوجه سيكون حُكماً لتشكيل وهاب لائحة مع الوزير السابق ناجي البستاني والنائب طلال أرسلان”، مشيرة إلى أن “هذا الأمر عادي، ويمكن حصوله”.
ماذا لو تحقق الافتراق بين وهاب و” التيار الوطني الحر”؟
ضمنياً، فإنّ الافتراق بين وهاب و”الوطني الحر” يعني أنّ الوقت سيُداهم الطرفين خصوصاً أن آخر مهلة لتسجيل اللوائح تنتهي بعد 4 أيام من الآن. كذلك، فإن “الافتراق” سيؤدي إلى تأثر الحواصل الانتخابية بشكل كبير.
وكمقاربة أولى، فإنه عند تأليف تحالف الوطني الحر – وهاب – أرسلان وانضمام ناجي البستاني إليه، فإن اللائحة الموحدة التي ستجمع هؤلاء سيكون بإمكانها تحصيل 5 حواصل تقريباً، أي 5 نواب وهم: وئام وهاب (في حال نال أصواتاً تفضيلية أكثر من المرشح مروان حمادة على لائحة التقدمي – الإشتراكي) – سيزار أبي خليل (ماروني – عاليه) – طلال أرسلان (درزي – عاليه) – ناجي البستاني أو فريد البستاني (ماروني – الشوف) – غسان عطالله (كاثوليكي – الشوف).
أما في حال الافتراق، فإنّ الأمور ستختلف. فعلى صعيد لائحة وهاب – البستاني – أرسلان، فإنّ أوساط الأول تراهن على أنه يمكن للائحته اكتساب حاصلين بالحدّ الأدنى وقد يرتفع العدد إلى 3. أما على صعيد “الوطني الحر”، فإنّ السعي سيكون أيضاً لضمان حاصلين أيضاً.
وهنا، فإنّ الفائزين بتلك الحواصل ضمن اللوائح سيكونون: على صعيد لائحة وهاب: طلال أرسلان – وئام وهاب (في حال حاز على أصوات تفضيلية أعلى من النائب المستقيل مروان حماده المرشح ضمن لائحة الحزب التقدمي الإشتراكي – القوات اللبنانية – حزب الوطنيين الاحرار). وبحال لم يتقدّم وهاب بالأصوات على حماده، فإنّ الحاصل قد يذهب لصالح المقعد السني، أي لصالح أحمد نجم الدين أو لأسامة المعوش، أو إن الحاصل قد يذهب لصالح الماروني ناجي البستاني. وبحال حازت اللائحة على حاصلين فقط، فإنّ الفائز الأول سيكون طلال أرسلان في حال لم يواجه مزاحمة من المرشح مارك ضو ضمن لوائح المجتمع المدني. أما المرشح الثاني الفائز فإما سيكون وئام وهاب أو المرشح الماروني أو المرشح السني. أما على صعيد “الوطني الحر”، فإنّ الفائزين هما سيزار أبي خليل – غسان عطالله.
وعليه، فإنّ التوقعات تشير إلى أنّه من أصل 13 مقعداً في دائرة الشوف – عاليه، فإنّ لائحة تحالف جنبلاط – القوات قد تنال 8 نواب، في حين أنّ لائحة “الوطني الحر” ستنال 2. أما لائحة وهاب فمن المتوقع أن تحصل على 3 نواب.
المصدر: لبنان 24