فالأزمات المتراكمة على لبنان حطّت رحالها في قلب الجامعة وتراكمت، والعجز الذي يضرب ميزانيّة الدولة يضرب أيضاً تعليمها. من الإضرابات المتكرّرة والتي نكاد نقول إنّها الشائعة والمعتادة، إلى ندرة التعليم الحضوري، والضروري في الكثير من الاختصاصات، إلى فقدان الأوراق والحبر لإجراء الامتحانات. مصائب أصبحت لا تعدّ ولا تُحصى والكارثة واحدة: لا تعليم ولا من يتعلّمون.
لكن، وقبل الغوص في التفاصيل، لا بدّ من الإضاءة على فضيحة. فضيحة بكلّ ما للكلمة من معنى وأقلّ ما يُقال عنها “بهدلة”! إذ تمّ إلغاء الامتحانات في أحد فروع الجامعة اللبنانيّة بحجّة ألا أوراق ولا حبر للطبع. وقد أُعلم الطلاب بأنّه لإجراء أحد الاختبارات عليهم إحضار أوراق معهم.
وفي هذا السياق، تقول ريم، طالبة سنة ثالثة في “اللبنانية”، لموقع mtv: “عبالنا بس نحس حالنا طلاب”، ولا نريد أن نكون مكسر عصا، فلا ذنب لنا أن نخسر معلومات ومواد لأنّ الأساتذة لا يحصلون على حقوقهم وهم في إضراب مستمرّ منذ حوالى السنة”. وعن المعاناة تشرح: “مفكرينّا عايشين بالجنّة وهني بس يلي عايشين بالبلد مطرح ما ما في كهرباء ولا موتيرات ولا انترنت ونادراً ما يتفهّمونا. منفكّر نفل أكيد بس نفل لوين؟ مش قادرين نفل لأنّ أقساط الجامعات الخاصّة صارت بتفوق قدراتنا بكتير”. كذلك، يُشير روان إلى “كارثة الشرح عبر تطبيق zoom والتسجيلات المصوّرة للحصص عند الإضرابات والتي تشكّل الكم الأكبر، “إنو خدوا هودي التسجيلات ودرسوهن للامتحانات”. وبالإضافة إلى مشكلتي الإنترنت والكهرباء، تُشدّد رؤى لموقعنا على أنّ أزمة البنزين والمازوت تعقّد الأمر أكثر، قائلة: “كطلاب لا نعلم متى ينتهي الفصل ويبدأ الآخر وكل استاذ يعمل على هواه وبعضهم “ما عم يعطونا لأنن مأضربين” رغم أنّ موادهم أساسيّة”.
ولكن، تقول ريم “رغم كلّ ذلك نقوم بما هو مطلوب منّا ضمن إمكاناتنا ولا نريد شيئاً سوى أن تكون شهادة الجامعة ذا قيمة ومستوى، كما عُرفت، عندما نتخرّج”. فهل لا تزال كذلك؟ وما مصير الجامعة اللبنانية وطلابها؟
يرى عضو مجلس المندوبين في الجامعة اللبنانية والاستاذ المحاضر عماد مراد، في حديثٍ لموقع mtv، أنّ “لا شكّ أن هناك تراجعاً في المستوى التعليمي ليس فقط في الجامعة اللبنانيّة إنّما في كلّ قطاعات التعليم في لبنان وخصوصاً في “اللبنانيّة” حيث التراجع أكبر من جامعات أخرى ولكن ليس بالنسبة التي يُحكى عنها. فأستاذ الجامعة اللبنانية وإن كان متعباً من الوضع الذي نعيشه، لا يزال يحاول قدر المستطاع خدمة الطلاب والبقاء على المستوى المطلوب. وما يؤدي إلى تراجع مستوى الطلاب هو بقاء بعضهم عاجزين عن متابعة الدروس نتيجة أزمة الكهرباء والإنترنت والأزمة الاقتصادية، والمسؤوليّة هنا تقع على الوضع في لبنان”.
ويكشف أنّ أهل الجامعة يشعرون بوجود هيمنة سياسيّة على الجامعة، قائلاً: “هذه السلطة لا تريد للجامعة اللبنانية أن تنهض وهم من يعملون على إضعافها. وقد تطرقنا في اجتماع مجلس المندوبين إلى أن هناك قطبة مخفية من قبل السياسيين لهدم هذه الجامعة وإضعافها وإقفالها ربّما في المستقبل لمصلحة الجامعات الخاصة ولتخفيض نفقات الدولة ووقف دعم التعليم الرسمي كما يحصل في موضوع وقف دعم الأدوية والأغذية”.
ويختم: “إذا استمرّينا بهذه اللامبالاة من السياسيين والحكومة، الجامعة ذاهبة نحو الانهيار. وفي حال سقوط الجامعة اللبنانيّة سيسقط البلد”.