طمأن الخبير الزراعي جهاد دكاش أنه “في شهر رمضان لن يكون هناك فقدان للمنتجات الزراعية من خضار وفواكه،” مؤكداً أن “إرتفاع أسعارها ليس مرتبطاً بشهر رمضان كما يحاول البعض الإيحاء، إنما سببه النقص في كمية المنتجات”.
أكد الخبير الزراعي جهاد دكاش في حديث لموقع Leb Economy أن إرتفاع أسعار المنتجات الزراعية في الأسواق اللبنانية يعود إلى سببين هما إرتفاع تكاليف الإنتاج وعوامل الطقس.
وأشار دكاش إلى أن “عدم قدرة المزارعين على الزراعة والإنتاج نتيجة إرتفاع كلفة الإنتاج بشكل كبير أدّى إلى شح في الإنتاج الزراعي المعروض”. وإذ أوضح دكاش أن ” 95% من المنتجات الزراعية كالبذور وغيرها يتم شراؤها بالدولار”، شدد على أن “إرتفاع كلفة الإنتاج لا يعود سببه فقط إلى إرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، فأغلبية الأدوية والأسمدة الزراعية وكل المواد التي تتعلق صناعتها بالنفط كالنايلون مثلاً تضاعفت أسعارها، ما أدى إلى تراجع قدرة الكثير من المزارعين على إستثمار أراضيهم ما خفّض الإنتاج الزراعي المحلي بنسبة 50% “.
وشدّد دكاش على أن “الطقس القاسي والتدني الكبير في درجات الحرارة اللذان أصابا كل دول حوض البحر المتوسط من تركيا إلى مصر، حملا أضراراً لحوالى 40 إلى 50% من المنتجات الزراعية التي تأثرت سلباً بهذه العوامل.”
وكشف دكاش عن أنه “حالياً باب الإستيراد مفتوح من مختلف الدول كسوريا ومصر والأردن، حيث سمح وزير الزراعة بدخول المنتجات الزراعية بكل أصنافها من دون قيد أو شرط، علماً أن المنتجات المستوردة تعاني أيضاً من إرتفاع أسعارها في دول إنتاجها بنسب تفوق تلك التي تشهدها المنتجات الزراعية المحلية”.
ووفقاً لدكاش “أسعار المنتجات الزراعية على مختلف أصنافها ستبقى في مستويات مرتفعة في الفترة القادمة، لا بل قد تشهد إرتفاعات إضافية إذ ان تعويض النقص في الإنتاج يحتاج لأشهر عدة، فالمزارع ليتمكن من تحضير أرضه للزراعة بحاجة لـ 4 أو 5 أشهر. وبالتالي في المدى المنظور لن يكون هناك إنخفاض في الأسعار، وخاصة أن الزراعات تتأثر بأسعار النفط العالمية التي تشهد تصاعداً”.
وفي حين طمأن دكاش أنه “في شهر رمضان لن يكون هناك فقدان للمنتجات الزراعية من خضار وفواكه،” أكد أن “إرتفاع الاسعار الذي تشهده ليس مرتبطاً بشهر رمضان كما يحاول البعض الإيحاء، إنما سببه النقص في كميات المنتجات”.
وأكد دكاش إنه “ليس هناك حالياً إتجاه أو رؤية إقتصادية واضحة لمستقبل القطاع الزراعي، ففي حال عدم إستقرار سعر صرف الدولار وتواصل إرتفاع كلفة الإنتاج بفعل إرتفاعات الأسعار العالمية، هناك تخوف لدى المزارعين من مردودية الإنتاج التي قد تتسبب في خسارتهم في ظل التقلبات التي يشهدها الطقس، بالإضافة إلى غياب الإرشاد الزراعي وغياب الدعم لمختلف السلع”.