كتب محمد ناصرالدين في سكوبات عالمية :
في السياسة اللبنانية لاقيمة للائتلاف ، وجوده فقط شكلي عقيم ، دائما ما كانت القرارت تنبثق من طرف دون سواه. و حكومات الوحدة الوطنية او اللحمة الوطنية كما أشيع ، ليست سوى غلاف لديكتاتورية عميقة في النظام اللبناني الكلاسيكي .
في سجلات الحياة السياسية استقر التنافس مؤخراً بين فريقين اختلفا في كل شي عدا الولادة في آذار . بين الثامن و الرابع عشر من آذار تبدل الميزان و انحصرت السلطة .
ما كانت الانتخابات المعيار الوحيد في تغليب كفة طرف على آخر ، معايير أخرى تداخلت في تحديد هوية من يقود لبنان .
تناوب في فترات و احتكار في فترات اخرى … لكن المواطن ما لمس ذلك لكون الفشل كان مصير جميع الحكومات باختلاف ألوانها .
بعد أن قابل لبنان جميع الجهات و الأطراف الإقليمية و الدولية بملامحه السويسرية البشوشة . تبدل الأمر برمته مع بداية العقد الثاني من الألفية الحالية ،و بات لبنان مُخيراً بين هذا المسار أو تلك بعد أن اتخد الرصيف مكان آمنا له لفترات طويلة.
و بعد أن كانت الخارجية اللبنانية مجرد وزارة تنحصر مهامها بسجلات المسافرين و تسهيل أمورهم ، أصبحت ذا قيمة ، و ينتظر الاعلام العربي و العالمي بياناتها ، ليس لشدة تأثيره بل لاختيار خانة لبنان بين المحاور المتنازعة .
بقوة السلاح و العبور الغير الشرعي و التدخل السري و العلني لأهم القوى في الحكومة اللبنانية في الحرب السورية إلى جانب النظام و جيشه ، ناهيك عن عبارات الإساءة و التهديد و الوعيد ضد أطراف خارجية وازنة ، يكون لبنان رسمياً اصطف ضمن المحور الشرقي .
لبنان الذي اعتاش و نهض بفعل مؤتمرات غربية اوروبية كباريس و غيرها ، من الطبيعي أن تصبح هذه المؤتمرات و عائداتها في أرشيفه ، فالادارة الامريكية ليست بغباء أن تقدم أموالها لحكومة تذكر أجيالها بحقيقة أن امريكا “شيطان أكبر”.
لتفادي الاحراج ، وجّه أمين عام حزب الله حسن نصرالله أصابعه نحو المحور الشرقي ، و بث كلماته و ربما دعواته للشركات الصينية و الروسية و الايرانية للقدوم إلى لبنان ، و أكد في مرات عدة أن ايران و محورها سند سَيَفِي بالحاجات اللبنانية.
رياح اقتصادية حارة ضربت لبنان منذ العام ٢٠١٨ و بات لبنان ضحية فساد خارجي و فراغ خطير خلفه الانسحاب الغربي من دعم لبنان .
تسريب تصريحات غير مؤكدة لشركات صينية و غيرها ، أثار الشك في نفوس اللبنانيين ، رائحة خذلان للبنان من المحور الذي يبتلع الشمس.
لا شركات صينية بادرت ، برود روسي في تعامله مع لبنان ، و ثرثرة ايرانية معتادة لا تقدم و لا تؤخر.
شح على معابر لبنان البرية و البحرية و الخارجية ، دعم خجول للجيش من أطراف خليجية ، بترول ايراني استافد منه اصحاب الدخل المتوسط ، ووعود امريكية و عربية باستنهاض قطاع الطاقة في لبنان .
خذلان محور الشرقي للبنان بات مؤكدا بعد ان أخذ الطوفان الاقتصادي لبنان بهشاشته ، تبريريات سخيفة من دعاة المحور الشرقي ، حملوا المسؤولية للسلطات برفض العروض الإيرانية و الصينية ، تبرير فيه استحمار للرأي العام خصوصاً أن الرئاسات الثلاث في قبضة حزب الله و فريقه …فمن الذي رفض العروض إذا؟
المصدر : سكوبات عالمية – محمد ناصر الدين