ردّ الإعلامي مارسيل غانم، في بداية حلقة “صار الوقت” على النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، بعد أن اشتكته إلى مجلس القضاء الاعلى وتضمن الرد الآتي:
“طالعتنا قاضية البلاط في آخر إطلالاتها الإعلامية الخارجة عن نطاق عملها بشكوى بحقنا، باعتبار أنّها من صنف الآلهة، ومُنزَلة على الشعب اللبناني لإنقاذه من براثن الفساد، وخليفة الملاك جبرائيل برسالتها التبشيرية بحسن إدارة البلاد والعباد.
قاضية “الأمرك سيدنا” طلبت إلى مجلس القضاء الأعلى التحرك من أجل وقف ما وصفته بالاستهداف غير المبرر والمؤذي.
بمسحة من الحزن من قائدة الحرس القديم، احتفظت بكامل حقوقها للادعاء علينا.
يا حضرة قاضية البلاط. طبقي القانون، فأنتِ لست قاضية، طالما أنك ملاحقة بمخالفة أصول المحاكمات الجزائية، ومن تشكينا لديهم، سبق وأحالوكِ على التفتيش. ادعي علينا.
فالأمر ليس جديدا عليك. نذكر كيف قررت قبل أربع سنوات الادعاء لمحاسبتنا على آراء ضيوف في البرنامج، وكيف خرجت القضية في النهاية فارغة من أي مضمون.
إذا كنتِ تعتبرين أنّ ما فعلته هو انتصار للعدالة، فمبروك عليكِ القضايا الفارغة، كما كل القضايا التي ترفعينها.
بدل أن تكوني قاضية العدالة، وتشرفي الثوب الذي تلبسينه، حوّلتِ نفسك أضحوكة في عالم القضاء، وجعلتِ الناس تشعر أن القضاء أصبح دكانة على قياس طموحاتك.
لا تفرحي بهوبرة الحرس القديم ومن ينادوك بك مخلصة الشعب من نير العبودية، لأنك لست أهلا لأن تكوني قاضية باسم الشعب، وأنتِ في الأمس القريب كنتِ مشروعة نائب على لوائح التيار الوطني الحر.
من يأتمر بقاضي القصر الجمهوري، ويتلقى الاتصال تلو الآخر، ومن في سجله تسجيلات صوتية أقل ما تتضمنه قدح وذم بحق نصف الجمهورية اللبنانية، لا يمكن أن يتهمنا أننا نأتمر بمن سمّيتهم أسيادنا.
إذا كنت تقصدين بالأسياد، إدارة المحطة التي لي شرف الانتماء إليها، فأنتِ مخطئة لمجرد التفكير أن المحطة تتعاطى كما يتعاطى مسؤولوك معك. تذكري أنه يوم تم الاعتداء عليك في مكتبك، لم تجدي من يقف معك إلا الـMTV.
وإذا كنت تقصدين بالأسياد مصرف لبنان والمصارف، كما يحلو لأصحاب الشعبوية اتهامنا، علما أن ضميرنا مرتاح، ومن له شيء علينا فليأتِ لأخذه، فأنتِ لا تختلفين عنهم، وفي كلامك إدانة وخرق قانوني، واتهام زائف، وقدح وذم وتشهير.
ربما أصبحتِ بحاجة إلى قاض آخر يلقنك أصول القانون.
ليس أنت من يدعو لإسكاتنا، فسجل المخالفات لديك أكبر من أن تنصّبي نفسك ميزانا للعدل والحقوق. ألم تلاحظي بعد أنك تحوّلتِ إلى قاضية يرسلها البلاط إلى حيث يمكن أن تكون هناك فضيحة ومساحة للفلكلور والشعبوية وتكسير الأبواب والخلع والصراخ؟
إذا كان “الأمرَك سيدنا” لسان حالِك، فنحن أشرف من أن تتهمينا بهذا الأمر، لأنك ببساطة لستِ المرجع الصالح لتقييم الناس، وأنتِ صاحبة السجل الحافل بمحاربة طواحين الهواء.
ماذا فعلتِ بكل مخالفاتك التي تبين أنها فارغة في شركة مكتف؟ أين الكمبيوترات التي حجزتِها في دير، وتبين أنها خالية من أي قصاصة ورق تدينه، وكانت تهمتُه أنه يقوم بعمل مرخص وشرعي؟
أين حصل المودعون على حقوقهم من المصارف بقراراتك بحق أصحابها، وأنتِ تعلمين أن الودائع طارت، بفعل سياسات كان ولي نعمتك وزيرا فيها، وكان صاحب جلالتك معرقلها أو مهدر ملياراتها في خبصاتها؟
وأسوأ من ذلك كله، قرارك الجديد اليوم بمنع تحويل الأموال إلى الخارج، بحجة حماية المودعين، في حين أنك تحوّلين لبنان إلى كوبا، وتمنعين حتى أصحاب الأموال الفريش من تحويلها والاستثمار بها، من أهالي الطلاب إلى أي شركة أو فرد.
أين قوتك وصمودك يوم طُلب إليك النظر في موضوع القرض الحسن؟ أم أن الخلع والكسر لا يجوز مع الحلفاء؟ أين تغريداتك في هذا الملف أم أنك فقدتِ القدرة على الكلام فجأة؟
أين تحقيقاتُك في الاعتداء على الأراضي في لاسا؟ أين الحقيقة في غزوة عين الرمانة التي لا تجرؤين على توصيفها حتى؟
أين حقيقة الاغتيالات التي حصلت بكاتم الصوت في مناطق عدالتك المفترضة؟ أين ملف الأدوية الإيرانية المثبتة بالأدلة والبراهين، والذي تحيدين النظر عنه؟
أنت قاضية محالة على التفتيش، في قضايا مثبتة بالأدلة، عن تزوير تواريخ والتلاعب بالعدالة على قياس جنون العظمة، وبرصيدك مخالفات ترفضين تبلغها، ومع سجلك الحافل، لست أنت من يعلمنا دروسا في الكلام، أو يحاول إسكاتَنا لأننا لن نسكت.
كنا عندما نتحدث عن أي قاضٍ نهاب التفكير ونعلي الرأس افتخارا، إلى أن أتيتِ بتصرفاتك الفلكلورية، وأنزلتِ القضاء إلى حيث أنتِ. لقد حقّرتي القضاء يوم أصبح فيديوهاتك مادة للنكات والمزح وأصبحت خطواتك Stickers على واتساب.
من الآخر، وبالدارج، تا تكون الرسالة أوضح وأفهم. يللي بيمرمغ توب العدالة بالأرض، ما بيتمرجل عالأحرار.
ch23