نشر موقع “باور أوف بوزيتفتي” الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن الأسباب التي تفسر تميز المولود الأول بذكاء أعلى من إخوته.
وقال الموقع، في تقريره إن دراسة أجراها باحثون ألمان كشفت أن المولود الأول يميل إلى امتلاك معدل ذكاء أعلى من إخوته الأصغر سنًّا، وهذا لا يعني أن الأخ الأكبر يتمتع بمزيد من الحكمة، ولكن لديه بعض المزايا الفريدة، بحسب عربي 21.
وذكر الموقع أنه عندما يُرزق الوالدان بطفلهما الأول، فإنهما يميلان لقضاء وقت أطول معه، وقد يؤثر الاهتمام الكامل الذي يمنحانه للمولود الأول على معدل ذكائه، مبينا أنه بما أن الوالدين يُشرفان على رعاية طفل واحد فقط، فيمكنهما استثمار المزيد من الطاقة والجهد في تربيته، وقد يكون لديهما المزيد من الوقت لتعليم الطفل القراءة والكتابة وغيرها من الموضوعات التعليمية.
ويلفت الموقع إلى أنه من المرجح أن يكون للوالدين التزامات كثيرة بحلول الوقت الذي يرزقان فيه بالطفل الثاني أو الثالث.، وبالتالي يصبح من الصعب تكريس نفس القدر من الوقت لهم بسبب متطلبات العمل والجداول الزمنية المزدحمة، مؤكدًا أن هذا لا يعني أن الآباء لا يحبونهم، ولكنه مجرد واقع مرير يتمثل في محاولة التوفيق بين الحياة الأسرية والمسؤوليات الأخرى.
ويتابع الموقع فيقول إنه بالإضافة إلى ذلك؛ يفتقر الوالدان إلى الخبرة عندما يرزقان بمولودهما الأول، ولهذا – وخلال هذه المرحلة “التجريبية” – يحرص الوالدان على القيام بكل شيء بشكل صحيح، من أجل توفير كل مقومات الراحة لطفلهما. وبمجرد أن يتعلما أساسيات الأبوة والأمومة، قد يتبعا نهجًا أكثر تساهلًا في التربية.
ويلفت التقرير إلى أنه على الرغم من أن الأطفال اللاحقين قد يتمتعون بمزيد من الحرية، إلا أنهم لا يحظون بنفس القدر من الاهتمام الذي منحه الوالدان للطفل الأول.
** المولود الأول يكون في الغالب الأكثر ذكاءً
وبحسب الموقع؛ فقد أجرى باحثون من جامعة لايبزيغ دراسة شارك فيها 20 ألف شخص من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، ووجدوا أن الطفل الأول يتمتع بمعدل ذكاء عالي مقارنة بإخوته؛ حيث قام الباحثون بتقييم الذكاء بناءً على القدرة اللفظية واختبارات معدل الذكاء العامة، كما قاموا باختبارات شخصية للمشاركين في مرحلة البلوغ، والتي تُقيّم السمات “الخمسة الكبار” للشخصية، والتي تشمل الانبساط، والاستقرار العاطفي، والوفاق، والوعي، والانفتاح.
وأضاف الموقع أن الباحثين استنتجوا أن المولود الأول يتمتع في المتوسط بمعدل ذكاء يصل إلى 1.5 نقطة أعلى من المولود الثاني أو الثالث، كما قالت النتائج أن الطفل الأول كان يتمتع بمعدل ذكاء أعلى بنسبة 60 بالمئة، ويبدو أيضا أن ترتيب الولادة لا يؤثر على سمات الشخصية.
وتؤكد دراسات أخرى – كما ينقل الموقع – النظرية القائلة بأن الطفل الأكبر سنًا يمتلك معدل ذكاء أعلى؛ فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة الموارد البشرية أن الأطفال البكر يظهرون المزيد من البراعة الأكاديمية، وذلك لأن آباؤهم يميلون إلى الإنفاق أكثر على تعليمهم، مما يمنحهم ميزة على أشقائهم، كما وجد الباحثون أنهم سجلوا درجات أفضل في الاختبارات المعرفية مقارنة بإخوتهم الأصغر سنًّا في نفس العمر.
ويوضح الموقع أن الدراسة الاستقصائية بدأت في سنة 1979 حيث طُرح على المشاركين أسئلة حول التوظيف والدخل والتعليم والحياة الأسرية وغيرها من المعلومات الأساسية، وأجرى الباحثون مقابلات مع المستجيبين في بداية الدراسة ثم كل سنتين منذ 2014.
ونقل الموقع عن جي يون ك. ليمان، الخبيرة الاقتصادية في شركة “أناليسيس غروب” في بوسطن والمؤلفة المشاركة في الدراسة، قولها إنها اندهشت لأن أساليب التربية أثرت على القدرات المعرفية للطفل في أول مراحل نشأته، وأضافت أن الآباء الجدد يميلون إلى أن يكونوا أكثر وعيًا بكيفية تأثير أفعالهم على مولودهم الأول، ومع ذلك؛ فإنهم يكونون أكثر تساهلا في تربية الطفل الثاني أو الثالث بسبب اكتسابهم الخبرة الكافية.
** يتمتع المولود الأول بمزايا عديدة
ويشير الموقع إلى أن الدراسة وجدت أن الآباء يمنحون جميع أطفالهم نفس القدر من الحب والحنان، ولكن الطفل الأول يتلقى المزيد من التحفيز الذهني. أو بعبارة أخرى، لا تستطيع العائلة تقديم نفس المزايا لبقية الأطفال مثل القراءة لهم وتعليمهم الأبجدية واللعب معهم، وذلك نظرًا للقيود الزمنية المفروضة، فيقوم الأبوان بتعديل سلوكهما ومواقفهما المتعلقة بالتربية بوعي أو دون وعي. ومع ذلك؛ وجد المؤلفون أن أساليب التربية ليس لها أي تأثير على شخصيات الأطفال، فقد أظهر الأطفال الأبكار مزيدًا من الثقة، خاصة فيما يتعلق بذكائهم وأدائهم الدراسي.
ويؤكد الموقع على أن الأساليب التي يتبعها الوالدان وعاداتهم تؤثر بعمق على الأطفال، ففي حين قد يتمتع الطفل البكر بالأفضلية، فإنه يتعيّن على الآباء محاولة منح كل طفل لاحق نفس الحب والاهتمام، وذلك لأن التجارب التي يعيشها الطفل في بداية نشأته يكون لها تأثير دائم عليه ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على تحصيله الدراسي.
ويبيم الموقع أن العديد من الآباء يعتمدون على الطفل الأكبر سنًا في مجالسة إخوته الصغار، والقراءة لهم، وتغيير حفاضاتهم، وإطعامهم، واللعب معهم، حيث إن إنشاء عائلة لا تعتبر مهمة سهلة، وإنشاؤها يتطلب الكثير من الجهد، ولهذا عندما تصبح الحياة أكثر صعوبة، يطلب الآباء عادة من الطفل الأكبر تقديم المساعدة. وهذا من شأنه أن يقلل العبء على الوالدين ويغرس الشعور بالمسؤولية لدى الطفل الأكبر.
ويقول الموقع في ختام تقريره أن كونك الطفل البكر في الأسرة يأتي بمسؤولية أكبر وفوائد عديدة؛ فقد قضيت وقتًا أكثر مع والديك عندما كنت طفلًا، مما يساعدك على تطوير المهارات الأساسية مثل القراءة، مما يضمن نجاحك الدراسي وصحتك العاطفية، ولهذا فإذا كنت البكر في عائلتك؛ فيجب أن تعتبر نفسك محظوظًا، فلربما كان والداك صارمين في التعامل معك، ولكن هذا فقط لأنهما كرسا الكثير من الوقت لضمان نجاحك.