كتبت لبنى عويضة في “سكوبات عالمية“:
ينصب الاهتمام الدولي اليوم على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن هذا الإنشغال الدولي لم يغيب عنه الوضع اللبناني وتأثيره، لا بل حتى خطورته.
فدعوات الدول تنهال يومياً على المسؤولين من أجل إجراء الانتخابات النيابية بموعدها المحدد، ولعل هذا الإستحقاق النيابي ينظر إليه على أنه مفصلي وضروري سواءاً للبنان أو للإقليم وحتى للدول الأخرى.
ومع إقفال باب الترشّح بدأت تبنى الآمال، فالعديد يعوّل على قدرة هذه الانتخابات التغييرية، خاصة أنها الاستحقاق الأول بعد ثورة 17 تشرين.
لكن كيف يبدو المشهد الانتخابي لغاية اليوم؟
كما كان متوقعاً، العديد من النواب الحاليين لم يخجلوا من فشلهم ولا من الفساد الذي يسود ماضيهم وحاضرهم، فقد قدموا ترشحهم للانتخابات المنتظرة، في حين أن عدداً لا يستهان به من الأشخاص الذين حملوا رايات الثورة والتغيير كذلك قدموا طلبات الترشح، حتى أنه يوجد فئة تعيش خارج لبنان، إلا أن الطموح بالتغيير وكسر الحواجز التي اعتاد عليها الشارع هي ما ترنو إليه هذه الفئة.
وما بين المقاطعة والعزوف عن خوض المعركة، كانت صدمة الشارع السني لا يضاهيها أي أمر ثانٍ، فالبداية كانت من قبل رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري وعزوفه عن خوض الانتخابات وتعليق تيار المستقبل لعمله السياسي، تلاه الرئيس تمام سلام ثم نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، ما شكّل صاعقة في الأوساط السنية وضياع وتشرذم.
وهذا ما انعكس على التيار الأزرق ضمن أهل بيته، إذ احتدمت المعركة في عكار بين النائبين وليد البعريني وهادي حبيش، كذلك التحالفات في طرابلس لا تزال مشوّشة، وفي ظل غياب حيتان السياسة، تتوجه الأنظار إلى المرشحين الجدد، والذين يأمل بهم المواطنين خيراً، عسى أن يكونوا أفضل مِن مَن سبقهم، خاصة أن للجميع رأي ومواقف من القوى السياسية التقليدية، وبالتالي فإن هذا ما انعكس على أعداد المرشحين الهائل لهذه الانتخابات مقارنة مع الانتخابات السابقة، ومن هنا فالتركيز سيكون على التحالفات واللوائح النيابية أولاً، ثم الالتفاف حول البرنامج الانتخابي لكل مرشح، والأهم وما يعوّل عليه بشكل كبير وأساسي هو وعي المواطن بضرورة التغيير وعدم الإنجرار وراء المال الانتخابي والعواطف والبروباغندا التي يثيرها السياسيين التقليديين لشحذ المشاعر وأصوات الناخبين.