أدخلت الحرب في أوكرانيا العالم بأسره في فوضى كبيرة، فأسعار النفط ارتفعت بشكل كبير يكاد يفوق الوصف، خصوصاً أنّ روسيا منتج ومصدر أساسي له.
في أقلّ من شهر تغيّر وجه العالم بالكامل، ارتفعت أسعار النفط بشكل جنوني، الأمر الذي انعكس على اقتصادات الكرة الأرضيّة ولبنان في وجه الخصوص، الذي يعاني من أزمة المحروقات منذ ما بعد احتجاجات 17 تشرين الأوّل 2019، والارتفاع التدريجي للدولار مقابل الليرة وصولا إلى 33 الف ليرة كأقصى حدّ له.
عند بدء ارتفاع الدولار، دخل مصرف لبنان على خط الأزمة عبر دعم المحروقات، الأمر الذي لم يعد متوفراً حالياً، وبات على اللبناني التأقلم مع الارتفاع في أسعار البنزين والمازوت والغاز، وهي سلع أساسية في حياته اليومية.
منذ اندلاع الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة، بات ارتفاع المحروقات يسابق ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث ارتفع سعر صفيحة المازوت مئة الف ليرة في أسبوع واحد، الأمر الذي سيكون له تداعيات كارثيّة على فاتورة المولّدات التي هي في الأصل خياليّة من دون علاج من قبل المسؤولين اللبنانيين النائمين على دولاراتهم المنهوبة من اموال الشعب اللبناني، فكيف الحال اليوم مع هكذا أزمة؟.
في هذا الاطار، تؤكد المديرة العامة للنفط أورور فغالي، في حديث لـ”النشرة”، أن “أسعار المحروقات ستشهد إرتفاعاً اضافياً، فأزمة المحروقات جراء اندلاع الحرب في أوكرانيا لا يستهان بها، ووصلت إلى حدّ أن الرئيس الاميركي جو بايدن طلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التدخل في شأن تأمين المصادر للنفط”، لافتة إلى أن “العالم بأسره يبحث عن مصدر آخر لتأمينه، حتى أوروبا تشتريه من روسيا، وهي بدورها تبحث عن مصادر أخرى”، وتضيف: “نستورد بنسبة 40% من مادة المازوت من روسيا، والشركات التي تستورد النفط من هناك وقّعت عقودا طويلة الامد مع موسكو، وبالتالي عليها أن تجد مصدراً آخرَ”.
من جانبه، يشير رئيس تجمع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة، في حديث لـ”النشرة”، الى أن “كلّ طنّ من المازوت يؤمّن نحو 10 ساعات تغذية من المولّد، وبالتالي يحتاج صاحب المولّد إلى نحو 30 طنًّا شهريًّا، وعليه تأمين نحو 27 إلى 28 مليوناً يوميّاً ثمن مازوت”، ويلفت إلى أنه “في عمليّة حسابيّة بسيطة، يتبيّن أنّ سعر طنّ المازوت ارتفع بنحو 40% في غضون أيّام، ولا نعرف كم سيرتفع بعد حتّى نهاية الشهر، وبالتّالي المتوقع، حتّى الآن، أن تزيد الفاتورة بالنّسبة نفسها الّتي سيرتفع فيها سعر طنّ المازوت؛ لكن الكلمة الفصل في التّسعيرة تعود لما ستحدّده وزارة الطاقة والمياه”.
في هذا الإطار، يعود عبدو سعادة للمطالبة بدعم مادة المازوت، في حين أن المديرة العامة للنفط تشدد على أن “الدعم، في الفترة الماضية، أثبت عدم جدواه، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من المحروقات كان يُهرّب، ولكن رغم ذلك هذا القرار تتخذه الحكومة ومصرف لبنان معاً”.
في المقابل، تكشف مصادر مطّلعة، عبر “النشرة”، أن هناك توجهاً لإصدار تسعيرة المولدات من قبل وزارة الطاقة والمياه مرّتين في الشهر الواحد في ظلّ الأوضاع الراهنة، لكن الموضوع لم يُحسم بعد، متوقّعة أن يتجاوز سعر الكليوواط، بالنسبة إلى فاتورة الشهر الحالي، 10000 ليرة لبنانية.
في المحصلة، أزمة حقيقية تواجه لبنان والعالم نتيجة الحرب على أوكرانيا، وهذا الأمر حتماً سينعكس ارتفاعا جنونياً في فاتورة المولدات!.