بلغ عدد المرشحين للانتخابات النيابية الذين تقدموا بطلبات رسمية للترشيح في وزارة الداخلية حتى يوم امس 18مرشحاً في عشر دوائر، علماً ان مهلة الترشيح تنتهي في 15 آذار الحالي ومهلة العودة عنها تنتهي في 30 آذار، بينما يفترض الانتهاء من تشكيل اللوائح وتسجيلها رسمياً في 4 نيسان المقبل.
وقالت مصادر وزارة الداخلية ل” اللواء”: ان الوزارة جاهزة من كل النواحي والتحضيرات ماشية على قدم وساق، وكذلك الحال بالنسبة لهيئة الاشراف على الانتخابات بعد تعيين الشغور في ثلاثة مراكز في عضويتها، والتي تعاني بعض النواقص ولكن يجري التعاون مع المنظمات الدولية والدول المانحة لتوفيرها”.
وكتب نقولا ناصيف في” الاخبار”: لم ينجم عن الاختبار الاول لقانون الانتخاب الدرس الفعلي للاستحقاق التالي. ما ان انهارت التسوية الرئاسية، ومن ثم تداعياتها التي افضت الى عداوات علنية فجة لم يوحِ بمثلها قبلاً اي من الافرقاء المعنيين، خصوصاً ما بين فريقي رئيسي الجمهورية والحكومة، بات من المتعذر استيعاب آلية قانون الانتخاب النافذ. ما صار يقال الآن، على ابواب انتخابات 2022، انه احال الناخبين ارقاماً وحواصل محسوبة، تركض وراءها لوائح الكتل للفوز بالمقعد. اكتشِف سرّ قانون الحاصل المؤهِّل والصوت التفضيلي: وهو حاجة اللوائح، واحدة تلو اخرى، ليس الى مرشحين هم نواب مفترضون سلفاً، بل الى تحميلها اوزاناً اضافية ثقيلة من اجل توفير حاصل الفوز بالمقعد اولاً. ذلك ما برر ذهاب الكتل والاحزاب الى التحالف مع شخصيات محلية، غير حزبية او مستقلة بإيحاءات ملتبسة، في الدائرة يُظن انها قادرة على الاستقطاب والتجيير، بغية مضاعفة اصوات الحاصل. في نهاية المطاف، بعد الوصول اليه، تعوّل على الاقتراع المنضبط، الحزبي المنتظم في غالبيته والمحسوب سلفاً والمؤهل للفوز بالاصوات التفضيلية. للمرة الثانية تجرّب الكتل والاحزاب، المعتادة في معظمها في الحقبة السورية المنصرمة على الفوز الهيّن والسهل، آلية تصويت تجعل بعضها غير القليل يترحم على قوانين الانتخاب المتتالية، بالتصويت الاكثري، التي عرفتها التجربة البرلمانية بشقيها: ابتلاع الـ51 في المئة من الاصوات كل المقاعد بلا استثناء، ولوائح المحادل والبوسطات.
لم يعد شيء من ذلك كله قائماً اليوم. عهد الرئيس ميشال عون في اشهره الاخيرة. الحريري اخرج نفسه وتياره من المعادلة السياسية الى وقت لا يسعه هو التكهن به. معظم الكتل حائرة اذ تجد نفسها – ربما باستثناء الثنائي الشيعي – بين خصومها اكثر منها بين حلفائها. ذلك ما فسّر ولا يزال، قبل اسبوعين فقط من اقفال باب الترشيح، ان العدد المسجَّل الى الآن لم يزد عن 18 مرشحاً لانتخابات 15 ايار. تتزامن هذه المفارقة مع ترشيحات اعلامية واعلانية في الوقت نفسه، ربما جعلت المصادفة ان المعبّرين عنها هي الاحزاب المسيحية فحسب: التيار الوطني الحر وحزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار وحزب الكتلة الوطنية. افصحت للعلن عن عدد من مرشحيها، ومعظمهم حزبيون عائدون او محتملون، دونما الافصاح عن المرشحين الحلفاء، وعن التحالفات المتوقعة. الثنائي الشيعي، المنغلق على نفسه والمكتفي بذاته، لا يحتاج الى احد مقدار ما يحتاج اليه الآخرون لا سيما التيار الوطني الحر. ثلاثة افرقاء اساسيين هم التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي سيكتشفون ان خصومهم اصبحوا هذه المرة في عقر الدار لا وراء الابواب.بالتأكيد هؤلاء جميعاً عازمون على الترشح وخوض الانتخابات المقبلة، وكل منهم يعثر في كل دائرة انتخابية – وهو يبحث عن حل – على مشكلة.
lebanon24