لن تتخلى فرنسا عن دورها الراعي لجميع اللبنانيين. كما لن تتخلى عن مبادرتها، التي أطلقها رئيسها إيمانويل ماكرون خلال زيارته لبنان غداة انفجار مرفأ بيروت، رغم التعديلات التي أصابتها.
ورغم طغيان الحرب الروسية – الأوكرانية على كل الحوادث في العالم، والانشغال الأوروبي بهذه الأزمة التي تصيب القارة العجوز، إلا أن ذلك لم يحجب الاهتمام الفرنسي في لبنان ومشاكله وقضاياه.
وكما نقل موقع mtv منذ أيّام، فإن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيقوم بزيارة الى بيروت في 3 و4 آذار ويرافقه السفير بيار دوكان في حال لم تتطور الحرب. الى الآن، ما رشح من تفاصيل الزيارة ليس بالكثير. لكن يشير مصدر ديبلوماسي الى ان زيارة لودريان ستكون وداعية للبنانيين، إذ انها ستكون على الأرجح الأخيرة له كوزير للخارجية، فمن المتوقع ألا يعود الى منصبه بعد الانتخابات الفرنسية. لذا فهو سيواكب الجهود الفرنسية الداعية الى الانفتاح على مختلف القوى في لبنان، مع التأكيد على الدور الفرنسي الراعي الذي لن يتخلى عن اللبنانيين وعن مساعدته في الخروج من أزماته السياسية والاقتصادية.
لودريان كالعادة سيعيد تشديد باريس على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، رغم دعمها مجموعات المجتمع المدني، وعلى تنفيذ الحكومة الإصلاحات المطلوبة ووضعها خطة التعافي المالي كي يتسنّى لها إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي. علماً أن السفير دوكان هو من يتابع مسار المفاوضات وتنفيذ الخطة والإصلاحات.
ولا تخفى حماسة الفرنسيين للاستثمار في بعض القطاعات الاقتصادية، أبرزها قطاعي الطاقة والنقل، فكانت زيارتان الى باريس لوزيري الطاقة وليد فياض والأشغال العامة والنقل علي حمية وتنظيم لقاءات موسعة لهما… ثم باكورة المشاريع تلزيم شركة CMA CGM لرودولف سعادة تشغيل حاويات مرفأ بيروت، في ظل الحديث عن إيجابيات وتقدّم على خط ملف الترسيم والوساطة الأميركية، إلى السعي للاستثمار في الغاز والكهرباء والمياه.
وانطلاقاً من استمرار باريس في دعم القطاع التربوي في لبنان عبر دعمها شبكة التعليم الفرنسية بتكلفة تصل الى 21 مليون يورو والمدارس الرسمية اللبنانية بـ12 مليون يورو، الى دعمها حوالي 60 مدرسة مناطقية، فمن المتوقع أن يتفقد لودريان مشاريع ممولة من الحكومة الفرنسية مثل المدارس وسواها…
مع ذلك يبقى الإعلان الرسمي للزيارة مرتبطاً بتطوّر الحرب الروسية – الأوكرانية
الين فرح – ام تي في