مع اندلاع الصراعات والحروب، تتشكل بيئة مثالية وخصبة لانتشار المعلومات المضللة والشائعات في إطار “الحرب النفسية” بهدف بث روح الحماس لدى المقاتلين والناس على حد سواء وإلحاق الأذى النفسي بالخصم أيضا.
وبعد غزو روسيا لأوكرانيا، بدأت المعلومات المضللة في الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كما تنتشر النار في الهشيم.
لكن قصة “شبح كييف” تبقى مختلفة تماما بعد أن بقيت في نقطة المنتصف، فهي تتأرجح بين الحقيقة والخيال.
وزعمت تقارير أن طيارا أوكرانيا يقود مقاتلة من طراز “MiG-29 Fulcrum” استطاع أن يسقط 6 طائرات حربية روسية في سماء أوكرانيا خلال 24 ساعة فقط.
❗️One #Ukrainian pilot in 30 hours shot down six #Russian airplanes, including the Su-35, according to the Center for Counteracting Disinformation.
A Ukrainian pilot of a MiG-29 shot down: 2хSU-35, 1хSU-27,1хMiG-29, 2хSU-25. In the network he was called "The Ghost of Kyiv".
— NEXTA (@nexta_tv) February 25, 2022
ودعمت تلك التقارير مزاعمها بمقاطع فيديو تظهر المقاتلات الأوكرانية تحلق في السماء وهي تجري مناورات حربية، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة “شبح كييف”.
وسرعان ما أصبح “شبح كييف” بطلا شعبيا في حرب باتت تشاهد على نطاق واسع عبر الإنترنت، كما تقول صحيفة “نيويورك بوست”.
ومما زاد من ارباك المشهد، هو تأكيدات من السفير الأوكراني لدى الاتحاد الأوروبي لهذه القصة التي تبدو أقرب للخيال من الحقيقة.
One Ukrainian MiG-29 jet fighter pilot scored six victories in a single day in air battles with the Russians. He has been nicknamed as the “Ghost of Kyiv”. Another example of the willingness of the Ukrainian people to resist. The civilized world must help protect our freedom! https://t.co/PL844KQrs9
— Mykola Tochytskyi (@tochytskyi) February 25, 2022
وكتب السفير الأوكراني، ميكولا توتشيتسكي، في تغريدة, “حقق طيار مقاتل أوكراني ست انتصارات في يوم واحد في معارك جوية مع الروس. أطلق عليه لقب شبح كييف”.
وأردف قائلا إنه “مثال آخر على استعداد الشعب الأوكراني للمقاومة. يجب أن يساعد العالم المتحضر في حماية حريتنا”.
بحلول نهاية يوم 25 شباط، كانت مصادر غير مؤكدة تزعم أن ما لا يقل عن ست طائرات مقاتلة روسية قد أسقطها “شبح كييف” بمفرده وهي طائرتان “Su-35″، وواحدة “Su-27″، وواحدة “MiG-29″، واثنين من طراز “Su-25s”.
ويمكن لطائرة “MiG-29” حمل ستة صواريخ جو-جو كحد أقصى، بالإضافة إلى 150 طلقة من ذخيرة 30 ملم، كما يوفر نطاقها المحدود وقتا قصيرًا نسبيا لإجراء المناورات لا سيما تلك التي تكون على مستوى منخفض.
وأشارت وزارة الدفاع الأوكرانية لهذه القصة بشكل غير مباشر دون أن تؤكدها أو تنفيها، مما ساهم في تغذية أسطورة “شبح كييف”.
🛩
До строю авіації Повітряних Сил ЗСУ повертаються десятки досвідчених військових льотчиків від капітана – до генерала, які раніше були звільнені з війська в запас.Хтозна, може один із них і є той повітряний месник на МіГ-29, якого так часто бачать кияни!
🇺🇦 Все буде Україна! pic.twitter.com/EkEVLk1Tee— Defense of Ukraine (@DefenceU) February 25, 2022
وكتبت الوزارة الأوكرانية عبر “تويتر”: “يعود العشرات من الطيارين العسكريين المتمرسين من النقيب إلى اللواء إلى القوات الجوية للقوات المسلحة بعد أن تم تحويلهم سابقا إلى القوات الاحتياطية”.
وأضافت الوزارة, “من يدري، ربما يكون أحدهم هو المنتقم الجوي على MiG-29، والذي غالبا ما يراه سكان كييف”، في إشارة إلى قصة “شبح كييف” التي تداولت على نطاق واسع وهي ربما تكون قصة لرفع معنويات سكان البلاد من الغزو الروسي.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية عن تدمير 10 طائرات ثابتة الجناحين وسبع طائرات هليكوبتر دون الإشارة إلى التفاصيل.
Ukrainian woman confronts Russian soldiers in Henychesk, Kherson region. Asks them why they came to our land and urges to put sunflower seeds in their pockets [so that flowers would grow when they die on the Ukrainian land] pic.twitter.com/ztTx2qK7kB
— UkraineWorld (@ukraine_world) February 24, 2022
ورغم عدم وجود معلومات تؤكد أو تنفي القصة، إلا أن تقارير أخرى تنفي “شبح كييف” بشكل قاطع.
وتقول إن هذا الفيديو تم إنشاؤه من خلال لعبة فيديو مخصصة لمحاكاة الطيران الحربي وتسمى “Digital Combat Simulator World”.
ويقول آخرون أن صحة الفيديو من عدمه، لا تنفي صحة الروايات حول الطيار المزعوم.
ومع ذلك، تساعد هذه القصص مثل رواية “شبح كييف” بالتأكيد في توحيد الشعب وداعمي أوكرانيا حول العالم في مواجهة المعارك التي تشنها القوات الروسية.
وبحسب “نيويورك بوست”، جادل الكثير على وسائل التواصل الاجتماعي بأن أسطورة طيار مقاتل بارع يصد التقدم الروسي كانت مفيدة في حد ذاتها.
وقال أحد المعلقين على هذا الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي: “سواء كان ذلك صحيحا أم لا، هذا بالضبط نوع القصة الملهمة التي تحتاجها المقاومة الآن”.