في هول الحروب، وفي خضم تأثيراتها ومفاعيلها على البشر وأرض البشر، بما تحتوي من كائنات مسالمة، لا ذنب لها بموتها ، تتفتح العيون وسع السماء، وترتفع الاصوات عرض الارض والسماء.
مُرعبة كلمة حرب أو حروب، ومع اندلاع أي حرب، يقف الانسان عاجزا عن تفسير هذه الحرب، وما جدواها للانسان والحياة. وفي حضرة حرب روسيا على أوكرانيا اليوم ، ينتابنا وينتاب البشرية، سؤال المغزى من هذه الحرب التي لا رابح فيها سوى الموت.
يبدو جلياً، ومن الواضح جداً ان الخراب والدمار والعنف والقتل والابادة هي أولوية في “قوانين” الانسان أو جزءٌ أساسي من شخصية البشر، من تكوين الانسان، لذلك لا يستطيع مزاولة حياته بدونها . وهنا لا بد من السؤال ، لماذا ينجح الانسان من صنع وابتكار هذا الكم الهائل من ادوات القتل لحروبه، لماذا يكاد يتفوق على العوامل الطبيعية بإبادة المكان والانسان وزمانه؟! هذا الانسان، بل هذا الكائن العجيب والغريب عن نفسه ، لماذا لم يفكر ببناء الحياة، لكنه وللأسف ، لم يعطِ لنفسه هدنة، تساعده على التأمل الايحابي بمسار الانسان وحياته، فمنذ بدء الخلق وهو يتأمل في جرائمه الكبرى والصغرى، التي ارتكبها ويرتكبها بأساليب رهيبة، في الاغتيال والتنكيل وابادة نفسه، بني جنسه والكائنات الاخرى المسالمة، والطبيعة الراعفة في حناياه؟
يبدو ان حياة الانسان، اليوم وقبلاً ، وغداً، لن تهادن الزمن، وتستريح من ارتكاب الموت والخراب، ربما تختل “حياة الانسان”، بدون هذا “الانجاز” الدموي الحارق الساحق الماحق للحياة برمتها!
ألمصدر : جنوبية – اسماعيل فقيه