عبث السيناريوهات السوداوية بمخيلة العالم اليوم حول الحرب الروسية الأوكرانية، هل هي باتجاه التطور لإسقاط العاصمة كييف؟ وهل يمكن أن يتدخّل الأميركي والأوروبي في هذه الحرب على الأرض؟ وما موقف بقية الدول؟ وما هي تداعيات هذه الحرب على منطقة الشرق الأوسط ومن بينها لبنان؟.
وفي هذا الإطار يرى الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنّها “بداية حرب، مستبعداً أن تتقدّم روسيا باتجاه احتلال العاصمة كييف، والهدف برأيه من هذه الحرب تأمين الحماية لجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المنفصلتين عن أوكرانيا، واحتلال كييف مكلف جداً للروس عالمياً ودبلوماسياً”.
إلّا أنّ جابر يستدرك أنّه “في حال إرسال أوكرانيا جيشها لمساندة القوات الموجودة في المنطقة الحربية فإنّ الرئيس الروسي فلاديميير بوتين سيقوم عندها بضرب البنى التحتية للجيش الأوكراني، كما يحصل خلال أي حرب بين الدول فإنّ الدولة المهاجمة تقوم بضرب البنى التحتية للجيش”.
كما يستبعد أن “تتدخّل أوروبا أو أميركا عسكرياً في الحرب، ويبدو حتى الآن أنّ أوروبا تكتفي بشجب الحرب، وفي حال أرادوا دعمها بالسلاح فإنّهم قد تأخروا، فكان من الأفضل تزويدها بالأسلحة المضادة للطيران والطائرات وليس بأسلحة برية”.
ويعتبر جابر أنّ “تداعياتها خطيرة جداً على المنطقة كلّها، شارحاً تأثير هذه الحرب على الدول فتركيا اليوم تبدو بموقف حرج لعلاقتها الجيدة مع روسيا، إلّا أنّها عضو في الحلف الأطلسي ولكن لا يمنها تلبية طلب أوكرانيا بإقفال مضيقي البوسفور والدردنيل، بل تفكّر أبعد من ذلك حول منطقة النفوذ في البحر الأسود”.
ويرى أنّ “أكثر الدول إستفادة من الحرب هو الصين التي تقف موقف المتفرّج لحلبة الملاكمة ولكنّها تشجّع هنا الملاكم الروسي. فيما تبدو أميركا الخاسر الأكبر من الحرب خصوصاً في حال فوز الروسي فيها لأنّها ستفقدها هيبتها الأوروبية”.
ويُبرّر الخطوة الروسية باتجاه الحرب بأنّ “الأخيرة تعرّضت لإستفزاز مسبق في اوزبكستان وبيلاروسيا ولن تقبل أن تكون أوكرانيا شوكة في خاصرتها ،لذلك فإنّ الروس لن يقدموا على احتلال أوكرانيا وأنّ إبعاد العملية هي عملية تأديب لأوكرانيا، وهي أيضاً في جورجيا لم تدخل بل دعمت الإنفصاليين ولكن بما أنّها اعتبرت القرم أرض روسية فإنها قامت باحتلالها، أما الآن فالأمر مختلف”.
وعن إحتمال أن تكبر كرة الثلج لتشعل حرباً عالمية، إستبعد جابر كلياً هذا الموضوع، قائلاً: “لا أحد يسعى إلى هذا الخيار وإحتمال ذلك لن يتعدى الـ1% والجميع سيدفع الثمن والأوروبي قبل الأميركي”.
أما عن تداعيات الحرب على لبنان، يؤكد جابر، أنّها “صرفت النظر الدولي عن لبنان وإقتصاده المنهار كما أنّ هذه الحرب ستؤثر سلبياً على هذا الإقتصاد وعلى الجالية اللبنانية في كلا البلدين المتحاربين”.
