كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: حرص الرئيس فؤاد السنيورة ، في أيام مغادرة الرئيس سعد الحريري، على تهدئة الجو السنّي وسحب التوتر الإعلامي مع كل من طالته سهام أصوات سياسية وإعلامية، كما حرص على إظهار خطوط المعركة مع رئاسة الجمهورية وحدودها وعدم تضييع البوصلة في المعركة مع حزب الله.
وإذا كان الرئيس السنيورة نسّق مع نادي رؤساء الحكومات ودار الفتوىء، فإن المرجّح أنه أطلع الحريري على خطوته، لكن من دون تنسيق. أما ردود الفعل من بعض المستقبليين فشبّهها بعض السياسيين بالطفولية، في خضم أزمة وطنية.
لكن الخشية التي أبداها حلفاء للسنيورة هي أن يبقى كلامه، على أهميته، من دون صدى، إذا لم يحصل سريعاً على الغطاء العربي والسعودي. فالمعلومات لا تتحدث عن تغطية مسبقة، بل عن عرض قدّمه السنيورة يستدرج به المظلة السعودية بما حمل من رسائل حادّة. لكنه إذا لم يحصل على التغطية اللازمة سعودياً وعربياً، فالخطورة أن يتحوّل خطابه إلى مجرّد «نداء» سنّي، يترجمه بعض المرشحين في الدخول في الانتخابات. وهذا ليس مقصد السنيورة مطلقاً.
فهو وازن بين أمرين: الإطار السياسي العام والانتخابات.عند هذه النقطة، يمكن البناء من الآن وصاعداً. فرئيس الحكومة الأسبق لم يضع آليات العمل الانتخابي، بل حدّد العنوان العام، ما يضع حلفاء مفترضين على المحك في ملاقاته في منتصف الطريق بعدما التقوا معه على «العنوان والأهداف». فالتقدمي الاشتراكي الذي يجد نفسه مطوّقاً اليوم يحتاج الى تواصل مع الطرف السني الانتخابي الذي سبق أن تلاقى وإياه سابقاً تحت راية المستقبل، لكنه لا يمانع اليوم في التلاقي معه في ظل خطاب السنيورة. والقوات اللبنانية التي تنسج مع السنيورة علاقة متوازنة تحرص على تأكيدها منذ حصاره في السرايا وزيارة رئيس حزب القوات سمير جعجع له، تنتظر منه آلية للعمل الانتخابي كي ترسم معالم المرحلة الانتخابية. وحلفاء من قوى 14 آذار يتطلعون بدورهم الى ما يمكن أن يسفر عنه خطاب السنيورة عربياً، ليبنى عليه محلياً في الانتخابات والتحالفات.بين 14 شباط و14 آذار رسم السنيورة معالم مرحلة جديدة، يحاول معارضوه التقليل من أهميتها، ما يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقه في استكمال ما بدأه، وإلا أصبح الإحباط السنّي عنوان مرحلة عام 2022.
lebanon24