على عادتِه قرّر “رئيس الجمهورية اللبنانية” حسن نصرالله ارسال مسيّرات “شيعية” الى الأراضي الإسرائيلية. على عادتِه يتّخذ نصرالله القرار من دون العودة الى أي لبناني ليس عضواً بالمجلس السياسي لحزب الله.
الرؤساء الثلاثة، “الدُمى” جالسون يتفرّجون على فعلةِ مُعلِّمهم من دون أي تصريح وبلا اعتراض.. يخافون زَعل سيّدهم ويعرفون أنه الآمر الناهي.
لبنان الرّسمي بدا هزيلاً أمام مشهد المسيّرة التي لم تُرعب اسرائيل بقدر ما أرعبت اللبنانيين الباحثين عن السلام… ليس السلام مع اسرائيل بل السلام بشكله الطبيعي في الحياة العامّة. أرعبتنا المسيّرة التي قرّر نصرالله تهديد حياة أطفالنا بإطلاقها الى اسرائيل. أرعبت من لا يريدون الحرب وأكّدت من جديد ضرورة تحديد دورنا وهُويّتنا في وطن لم نعُد نملك فيه سوى حق الموت!
أرعبنا تصريح نصرالله عن الصواريخ الدقيقة! وهل هناك أدقّ من هكذا تصريح عن انحلال الدولة؟ أين أصبح الجيش اللبناني؟ وما الفرق بينه وبين قوى الأمن في الدور والواجب؟
كيف يُمكن لرئيس من مستوى ميشال عون تاريخيّاً، أن يصمت؟ أم أن ما قبل الرّئاسة ليس مثل ما بعد الرّئاسة؟
هو حال اللبنانيين… حصار عربيّ مُحكَم، غياب غربيّ واضح، ارتهان داخليّ علنيّ، ومحازبون لا يزالون يهتفون باسم الزّعيم، في وقت جميعنا ضحيّة والجلّاد واحد “حسن نصرالله”.
Ch23