الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةإقتصادالرواية الكاملة ليوم البحث عن رياض سلامة...ولهذا يريد باسيل رأسه

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

الرواية الكاملة ليوم البحث عن رياض سلامة…ولهذا يريد باسيل رأسه

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

كتب جان الفغالي في “أخبار اليوم”:

دخلت المعركة حول مصير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حيز المواجهة المباشرة، وجهاً لوجه وبالسلاح الأبيض، بين رئيس الجمهورية ميشال عون والقاضية غادة عون من جهة، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جهة أخرى.
لعلّ الرئيس ميشال عون لم يكن في أي من المرات بهذا الوضوح والحزم في إبداء التصميم على محاسبة سلامة وإقصائه عن منصبه مهما كلّف الأمر، معتمداً سياسة شدّ الخناق التدريجي على عنق «الحاكم»، وبالتالي هو ينتظر بفارغ الصبر ان يصله خبر يبشّره بأنّ القوى الأمنية أوقفته وأحالته الى «عون الثاني» (المدّعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون).

يبدو العماد عون مقتنعاً بأنّ «الصدمة الإيجابية التي يحتاج اليها البلد تكمن في توقيف سلامة، معتبراً انّه أحد رموز السياسات والخيارات التي أفضت عبر التراكم إلى الانهيار الاقتصادي والمالي»، وفق مقاربة قصر بعبدا.

وإذا كان عون يشكو من انّ التوازنات السياسية والطائفية تمنعه من الانقضاض على باقي الخصوم، فهو يفترض انّ اعتقال سلامة يمكن أن يشكّل تعويضاً عن بقاء الآخرين، في اعتباره يمثل «واجهة المنظومة وبطانتها المالية في آن واحد»، تبعاً للرأي السائد في بعبدا.

المطالعة الدفاعية

الّا انّ خصوم رئيس الجمهورية والمتعاطفين مع سلامة لم يستسلموا. يرفض هؤلاء حتى اللحظة رفع الغطاء المتعدد الطبقات عن سلامة، ربطاً بالاعتبارات العائدة الى كل منهم، والتي يمكن اختصارها بالآتي:

– الإقتناع بأنّ سلامة ليس المسؤول الوحيد عن الانهيار المالي، وبالتالي لا يجوز الاستفراد به وتدفيعه وحده فقط ثمن أخطاء ارتكبتها السلطات السياسية المتعاقبة، على قاعدة الكيدية وتصفية الحسابات الشخصية.

– رفض إهداء «التيار الوطني الحر» انتصاراً بحجم إزاحة سلامة قبل الانتخابات النيابية، وذلك حتى لا يصرف التيار هذا الانتصار في صناديق الاقتراع ولا يتسلّح به للتغطية على إخفاقاته في السلطة.

– التحسب للانعكاسات التي يمكن أن يتركها إبعاد سلامة في هذا التوقيت على المفاوضات الدائرة مع صندوق النقد الدولي، كونه عضواً في الوفد اللبناني المفاوض وأحد ركائزه.

– الخشية من ان يؤدي سقوط سلامة الى تداعيات على التوازن بين مراكز القوى الحاكمة، إضافة إلى التخويف من إمكان تفلّت سعر الدولار من السيطرة مجدداً.

وضمن هذا السياق، يُنقل عن اوساط مرجع روحي كبير اعتراضه على المنحى الانتقائي الذي تتخذه ملاحقة سلامة، متسائلاً: هل المطلوب ان نتسلّى ببعضنا بينما البلد ينهار؟

وتشدّد أوساط المرجع على أنّ القضية تتجاوز بتداعياتها شخص سلامة الى كيان مصرف لبنان، «وما يهمّنا بالدرجة الأولى حماية المؤسسات التي تشكّل دعائم الدولة، كالبنك المركزي والنظام المصرفي والمؤسسة القضائية والجيش اللبناني، بمعزل عن الأشخاص في حدّ ذاتهم»، منبّهة الى انّ نحر تلك المؤسسات سيكون انتحاراً.

وتلفت اوساط المرجع الديني، الى انّ تغيير سلامة من عدمه هو شأن إداري يتعلق بالسلطة، «والمهم اعتماد معايير ثابتة وواحدة في ملاحقة المرتكبين والمخالفين من دون تمييز بين واحد وآخر».

الوقائع الميدانية

على وقع هذا التجاذب والانقسام حول وضع «الحاكم»، انطلق يوم البحث عن سلامة إنفاذاً لمذكرة الإحضار الصادرة عن القاضية عون، بالترافق مع روايات متضاربة في شأن حقيقة ما حصل على الأرض، وصولاً الى ما أشيع عن أنّ اشتباكاً كاد يقع بين عناصر الأمن الداخلي المولجين بحماية سلامة وقوة جهاز «أمن الدولة» التي كانت تفتش عنه.. فما هي تفاصيل القصة الحقيقية؟

أفادت مصادر «أمن الدولة»، انّه وعندما وصلت إحدى دوريات الجهاز الى أمام منزل سلامة في الرابية، رفض عناصر الحماية التابعين لقوى الأمن الداخلي في البداية فتح البوابة، لكن وعند إصرار آمر الدورية، بادروا الى فتحها، ثم أبلغوه بأنّ سلامة ليس موجوداً في المنزل، وبناءً على ذلك انسحبت الدورية من المكان وبالتالي لم يحصل أي احتكاك او صدام بينها وبين الأمن الداخلي، علماً انّ دوريتين أخريين قصدتا أيضاً منزل سلامة في الصفرا ومكتبه في مصرف لبنان من دون أن تعثرا عليه.

وتؤكّد المصادر، انّ القوة التي توجّهت الى الرابية تصرّفت ضمن الحدود والصلاحيات التي يسمح بها القانون، لافتة إلى انّها لم تدخل المنزل لتفتيشه لأنّ الاستنابة القضائية التي كانت تنفّذها تلحظ إحضار سلامة بصفة شاهد تحديداً، وبالتالي فإنّه لا تجوز مداهمة المنزل للتفتيش عنه، الّا اذا كان الشخص الملاحَق مطلوباً بناءً على مذكرة توقيف، او متهماً بجريمة إرهاب او ما شابه.

وتوضح المصادر، انّه في حال اصدرت القاضية عون استنابة جديدة في حق سلامة بصفة شاهد، فإنّ ملاحقته لا تأخذ طابع العجلة، اما إذا ادّعت عليه فإنّ المداهمات بحثاً عنه يمكن أن تتمّ في أي وقت وأي مكان.

غادة عون

اما القاضية عون فأبلغت الى «الجمهورية» انّها ستعقد جلسات مفتوحة حتى إحضار سلامة، موضحة انّ استمراره في الامتناع عن المثول أمامها سيدفعها الى إصدار مذكرة بحثٍ وتحرٍ في حقه. واعتبرت انّ طريقة التصرف مع القوة التي كانت في صدد إحضار سلامة تؤشر إلى انّ لا دولة قانون في لبنان، «ولذلك، ما نفع الاعتكاف او المطالبة بأي مطالب مادية طالما انّ قرارات القضاء تُداس، فهذه قمة الانهيار من كل النواحي».

أوساط ميقاتي

في مقابل هذه الإتهامات، يقول قريبون من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ»الجمهورية»: «ليس دفاعاً عن سلامة، ولكن ليس هو وحده الذي كان يضع الخيارات الاقتصادية والمالية بل له شركاء في كل السلطات، ثم لسنا نحن الذين جدّدنا له قبل سنوات قليلة». ويحذّر هؤلاء من خطورة تهديد سمعة المؤسسات في معرض الهجوم على الأشخاص، مشدّدة على أنّ موقف ميقاتي لا يرمي الى حماية شخص سلامة بل حماية مؤسسة مصرف لبنان التي هي أهم من جميع الأفراد والحسابات.

ويستغرب القريبون من ميقاتي عدم الالتفات الى الانعكاسات السلبية التي قد ترتبها المعركة ضد سلامة في هذا التوقيت على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، خصوصاً انّه في عداد الوفد اللبناني المفاوض الذي تمّ اختيار أعضائه في القصر الجمهوري.

وينتهي هؤلاء الى اختصار ما يجري حالياً وقد يجري لاحقاً، بالمعادلة الآتية: إنّها الانتخابات.

عماد مرمل – الجمهورية

كما أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل شغوف إلى حدِّ الهوس، بالتعيينات، وهذه الصفة ليست افتئاتًا بشخصه وبشخصيته، بل البعض يعتبرها ميزة أو حرفة، وهو أخذ هذه الحرفة عن “صديقه اللدود” الرئيس نبيه بري الذي وصفه في خطاب بلدة محمرش بأنه “بلطجي”.

الرئيس نبيه بري، ومنذ عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، كان يرفع شعار “اللي بيحضر السوق بيبيع وبيشتري”، فكيف إذا كان مفتاح السوق بيد باسيل:

استُهلّت تعيينات العهد بمجلس إدارة كازينو لبنان، فكانت لباسيل حصة الأسد، حتى انه وضع يده على العضو السني، ما اثار حفيظة أحدهم في تيار المسقبل الذي عاتب جبران، لكن العتاب بقي داخل الغرف المقفلة لأن “شهر العسل بين الرابية وبيت الوسط كان في بدايته”.

جاءت التعيينات الديبلوماسية، فوضع باسيل عينه على سفارات عواصم القرار: من واشنطن إلى باريس إلى الفاتيكان، وابتدع ما سُمِّي
“مؤتمرات الطاقة الإغترابية”.

وجاءت التعيينات الداخلية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، رئيس مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران محسوب على باسيل، رئيس التفتيش المركزي محسوب على باسيل. أحيانًا يتعثَّر تعيينٌ ما، فيكون السبب أن باسيل لم يوافق على الإسم وأن في ذهنه إسمٌ آخر، وتعثُّر تعيين رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان خير دليل على ذلك.

ولرئيس التيار باعٌ طويلة في التعيينات العسكرية: من مدير المخابرات إلى العضو الكاثوليكي في المجلس العسكري، إلى ضباط المخابرات في المناطق. فعلًا يملك باسيل إحاطة شاملة بكل المناصب، ولا يتهاون مطلقًا في التمسك بأي منصب .
ومن تعيينات الفئة الأولى، إلى التخطيط للإستحواذ على الرئاسة الأولى، ولهذا الهدف قصة أخرى لدى رئيس التيار الوطني الحر.

إذا أحصينا مَن هُم خصومه فإننا نجد أن معظمهم موارنة: من سليمان فرنجيه إلى سمير جعجع إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

لا يرضى إلا بإبعاد البعض ومحاكمة البعض الآخر، في مرحلة من المراحل أراد إقالة قائد الجيش، إلى أن جاء مَن يهمس له في أذنه أنه يلعب بالنار.

إثر حادثة الطيونة، إعتقد ان التاريخ يعيد نفسه وأنه بالإمكان تكرار سيدة النجاة واتهام الدكتور جعجع واقتياده إلى وزارة الدفاع أو إلى المحكمة العسكرية، حتى أن الضابط الذي الصق ورقة التبليغ في معراب “محسوبٌ عليه”.

يكرر التجربة ذاتها مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فيعتقد انه يصيب عصفورين بحجر واحد: إبعاد الحاكم عن بعبدا، وتعيين حاكم على غرار تعييناته الإدارية والديبلوماسية، الاسماء كثيرة ومنهم مَن مرَّ في “معمودية المستشارين”، من الوزير السابق منصور بطيش، إلى المدير العام السابق لوزارة المالية آلان بيفاني وهو أحد الذين تدور الشبهات حول إسمه في تكوين الملفات بحق سلامة وتوزيعها على وسائل الإعلام ، إلى أسماء محامين ومستشارين يعتقدون حاكمية مصرف لبنان كإدارة أي فرع من فروع المصارف.

لو جرت رياح الرئاسة بما تشتهي سفن باسيل، لكان سيصل إلى تشرين الأول، وهو في الطليعة فيما الآخرون خارج “السباق الرئاسي” من الدكتور سمير جعجع إلى قائد الجيش إلى حاكم مصرف لبنان، فيكون وحدَه في الميدان.

لكن سها عن بال رئيس التيار اعتباران: الاول، أن لا مكان لانتخاب رئيس للجمهورية معاقَب اميركيًا، والإعتبار الثاني أن التدقيق الجنائي سيكشف كيف صرفَت الأربعين مليار دولار على الكهرباء، ولا كهرباء في البلد؟
ثمة مَن يقول، باسيل مارس الرئاسة في عهد العماد عون، فلماذا يريد التجديد؟ وهل التجديد يكون بالإكثار من “الضحايا الموارنة” للوصول أو للبقاء في بعبدا؟

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة