ينتشر سؤال واحد أوحد بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم في هذه الأيام ومفاده: “في انتخابات أو ما في؟”.
لا يصدق اللبناني أن هذا الاستحقاق سيتم حتى أنه غير مكترث له، فيكفيه وضعه الاجتماعي والنفسي في الأزمة التي تضرب لبنان ولا تزال مفتوحة على كل السيناريوهات المأساوية. تبدلت الأولويات وضاعت الحماسة، حتى ان القناعة بأي تغيير باتت مفقودة… صار المزاج الشعبي في مكان آخر. لكن ثمة من لا يزال يراهن أن هذا المزاج لن يبقى على حاله خصوصا إذا اقتربت المهل الإنتخابية.
إلى الآن، الرؤية ضبابية وقسم كبير من اللبنانيين يدرسون خياراتهم، في حين أن تيارات وأحزاب تنشط للإستمالة الناخبين لو بوتيرة اخف، فحتى هؤلاء يشككون في مجالسهم الخاصة في إجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وقد يكون انتظار الخامس عشر من ايار المقبل قاتلا بالنسبة إلى قيادات حزبية معينة.
وهنا، تشير أوساط مراقبة عبر وكالة “أخبار اليوم” إلى ان المواقف السياسية التي تصدر بين الحين والأخر تصب في إطار العمل على إنجاز الانتخابات النيابية، إنما المواقف شي والواقع شي أخر، والتطبيق يحتاج إلى أدلة ملموسة، لافتة إلى أن الغالبية تفترض أن الانتخابات لن تحصل، وسيستمر هذا الاعتقاد إلى أن يحضر شهر الاستحقاق.
وتفيد الأوساط نفسها ان الزخم الذي كان يرافق التحضير للإنتخابات أكثر من متواضع والبرامج الانتخابية لم تعلن وقد لا تعلن إلا قبل وضع اللوائح والتحالفات الانتخابية مع العلم أن الأحزاب انطلقت في محاكاة جماهيرها ومناصربها حتى أن بعض القوى التغييرية نظمت سلسلة لقاءات وندوات استقطبت حضورا لا بأس به.
لكن هذه الأوساط تسأل عما إذا كان اللبنانيون راغبون فعلا في الادلاء بأصواتهم خصوصا أن لم يأت التغيير على مستوى التطلعات، وهل من ضغوطات وهل تنجح استمالتهم فعلا ؟ وهل من وسائل ناجعة لذلك؟
وترى أن العمل سيتكثف من أجل جس نبض الشعب على أن التخوف يبقى من أن يقلب أحد الأطراف الطاولة ويطير الانتخابات في الوقت الذي يتظهر فيه القرار الشعبي بالأقتراع بشكل كامل فقط لأن ذلك قد لا يكون في مصلحته.
كارول سلوم – وكالة اخبار اليوم