الأكل العاطفي أو ما يعرف بـ “Emotional eating” هو اضطراب في مشاعر الفرد نتيجة موقف محدد. ويقع العديد من الأفراد تحت تأثير هذه الحالة الصحية، إذ تختلف درجة تأثيرها بين شخص وآخر وفق الظروف التي يمر بها. ولكن المؤكد أنّ النتيجة واحدة هي “معالجة المشكلة بتناول الطعام”. فهل يمكن السيطرة على المشاعر؟ وهل الطعام هو الحيلة الوحيدة لتفريغ هذه الأحاسيس؟
وتشرح اختصاصية التغذية ماريال منصور في حديث مع “النهار العربي” أسباب الأكل العاطفي وطرق معالجته.
أولاً: المزاجVS الطعام
استناداً إلى الدراسات، يؤثر تغير المزاج والمشاعر على شهية الفرد، ويمكن أن تندرج على الشكل التالي:
1- الغضب والسعادة: شهية زائدة وجوع قوي
2- الحزن والخوف: قلة شهية وقلة جوع
3- الاكتئاب أو الملل: جوع وشهية زايدة.
ثانياً: كيف يمكن تفسير الأكل العاطفي؟
يعدّ الجوع العاطفي أو الأكل العاطفي طريقة يستخدم فيها الفرد المأكولات من أجل سدّ احتياجاته العاطفية كالتوتر أو الغضب. وعليه، يلجأ إلى تناول وجبات غير صحية من دون الوعي لحاجة جسمه الحقيقية.
أما العوامل التي تزيد من هذه المشكلة، فيمكن تعدادها كما يلي:
– مشاكل في العلاقات
– عوامل ضغط في العمل أوغيره
– الإرهاق
– ضغوط مالية
– مشاكل صحية.
ثالثاً: كيف تفسر هذه الظاهرة الغذائية؟
عندما يدخل الفرد بحلقة الأكل العاطفي، تبدأ الحاجة الملحة للأكل بعد الشعور السلبي، ومن ثمّ تناولها بكميات كبيرة، وبعدها الشعور بالذنب، ما يولد مشاعر سلبية مرة أخرى والحلقة تعيد نفسها.
رابعاً: نصائح للتخلص من الأكل العاطفي أو الجوع العاطفي
تتعدد الأساليب أو الحيل لمعالجة الجوع العاطفي، ومن أبرزها:
1- ممارسة الرياضة لأنها تزيد من إفراز هرمونات السعادة وتخفف التوتر
2- اللجوء الى طرق أخرى لتخفيف التوتر مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق
3- تجنّب التفكير بالأكل أثناء التوتر، واستبدله بأنشطة أخرى
4- الحصول على ساعات كافية من النوم.
خامساً: ماذا عند اللجوء إلى الطعام كوسيلة لمعالجة هذه الظاهرة؟
في حال لجأتم الى الطعام أثناء خضوعكم للأحاسيس السلبية، تأكدوا من أن تلجأوا الى الخيارات الصحية مثل الفاكهة والخضار بدلاً من المأكولات المصنعة والحلويات واستبدال المأكولات المقلية بالمأكولات المشوية. كذلك، احذروا من الوقوع بفخ تأنيب الضمير أو الشعور بالذنب بعد تناول الطعام من دون وعي، لأنه قد يزيد من تفاقم هذه الظاهرة من جديد.
إلى جانب ذلك، يمكن تناول قطعة من الشوكولاتة المرّة باعتدال عند تغير مزاجكم نظراً لأنّ الأبحاث العلمية بينّت قدرتها على تحفيف الشعور بالتوتر ما ينعكس على تخفيض كمية الأكل العاطفي.
سادساً: هل من نصائح أخرى؟
بالإضافة إلى هذه الإرشادات، يمكن اختيار الطريقة التي تناسب الفرد عندما تعتريه مشاعر سلبية، وقد تكون واحدة من الحيل التالية:
1- دوّن على مفكرة الطعام ما تتناوله مع تحديد الكمية والوقت. وبعد ذلك، اكتب مشاعرك ومدى استمرار مشاعر الجوع لديك. قد تساعدك هذه الحيلة في اكتشاف العلاقة بين الحالة المزاجية والطعام.
2- اطلب المساعدة عند الشعور بهذه المشاعر السلبية، وذلك من طريق التواصل مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك، إذ تخفف عنك هذه الطريقة المشاعر السلبية. ويمكنك كذلك طلب المساعدة من اختصاصيين.
3- ابتعد عن اللجوء إلى حميات قاسية لأنها تولد الإفراط في تناول الطعام من دون الانتباه إلى نوعيته. ففي الغالب، قد تكون غنية بالدهون والسعرات الحرارية.
4- اتبع نظاماً صحياً وتناول الوجبات الخفيفة بانتظام لتجنب الشعور بالجوع المفرط. كذلك، حاول تناول الطعام بوعي أي ببطء والاستمتاع بكلّ قضمة والتلذذ بها.
وبناءً على هذه المعلومات، تساعد هذه الحيل في معالجة الجوع العاطفي بطريقة صحية. وبالتالي، تجنّبوا التعرض لأي آثار أو مضاعفات صحية على المدى الطويل. وتذكروا أنّ لكل مشكلة أو مشاعر حلاً.