إنّه يوم رفيق الحريري. فيه يُستذكر، وفيه يختلف ابناه. واحدٌ يبتعد عن “الساحة”، وآخر مقبلٌ عليها من بوّابة الانتخابات. وهو بداية أسبوع قد يشهد أحداثاً مصيريّة.
يحاول فريق رئيس الجمهوريّة أن يضيّق الخناق على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. تقول مصادر قريبة من الرئاسة إنّ “هذه المرة غير كلّ المرّات”. تتحدّث عن “أيّام سلامة المعدودة”، وهو أمر يردّده ناشطون في التيّار الوطني الحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتجدر الإشارة الى أنّ القاضية غادة عون استدعت سلامة للمثول أمامها غداً الثلاثاء، وأصدرت مذكرة إحضار بحقّه وطلبت من مديريّة أمن الدولة تنفيذها.
وتؤكد المصادر أنّ المذكّرة ستُنفّذ، بينما تشير المعلومات الى أنّ دوريّة من أمن الدولة ستقصد منزل سلامة ولن تجده، ليكون الأمر بمثابة مخرج يجنّبها الإحراج.
إنّه أسبوع حسم مصير حاكم مصرف لبنان، مع كلّ ما سينتج عن ذلك من تداعيات، منها سعر الدولار!
استحقاقٌ آخر هذا الأسبوع. أيّامٌ تفصلنا عن الجلسة التشريعيّة التي ستعقد الإثنين المقبل، والتي ستكون الفرصة الأخيرة لتعديل قانون الانتخاب، خصوصاً ما يتعلّق بانتخاب المغتربين واحتمال السماح لرؤساء البلديّات بالترشّح.
يخلو جدول أعمال الجلسة، حتى الآن، من أيّ اقتراح يتضمّن تعديلات على قانون الانتخاب، كما أنّ مصدراً نيابيّاً يستبعد ذلك، “إذ سيكون له ثمنٌ كبير”. إلا أنّ هذا الاحتمال يبقى وارداً في حال وُلد اتفاقٌ بين كتلٍ أساسيّة عليه، وهو يحتاج الى موافقة مشتركة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل لكي يمرّ .
الاستحقاق الثالث هذا الأسبوع هو إتمام الاتفاق الانتخابي بين التيّار الوطني الحر من جهة والثنائي الشيعي من جهة ثانية.
قد لا يشمل هذا الاتفاق الدوائر كلّها، إلا أنّه يبدو محسوماً، كتتويجٍ للهدنة التي بدأت بين “التيّار” و”الحركة” برعاية “الحزب”.
لن نسمع، الى ما بعد الانتخابات، اتهامات متبادلة بالفساد. إنّه تحالف المصلحة، بكلّ ما للكلمة من معنى. وهو تحالف يدين الفريقَين، وكان ليسقطهما شعبيّاً، لولا غباء المناصرين…
أما الاستحقاق الرابع فهو بتّ مصير الموازنة بعد بروز اعتراضاتٍ عليها من قبل وزراء كشفوا أنّها أقرّت في الحكومة من دون التصويت عليها، وفي الأمر، إن صحّ، مخالفة دستوريّة شارك فيها رئيسا الجمهوريّة والحكومة. فهل ستطرح من جديد على طاولة مجلس الوزراء؟ أم سيعيدها مجلس النواب الى الحكومة؟ في الحالتين، يبدو أنّ الموازنة لن تمرّ…
نحن أمام أسبوع حاسم لبنانيّاً إذاً. وفيه ستظهر ترشيحات انتخابيّة جديدة، وسيتمّ التوصّل الى تحالفاتٍ في بعض الدوائر. وستظهر أيضاً وجهة بعض نوّاب تيّار المستقبل لجهة الترشّح الى الانتخابات أو الانكفاء. موقف الرئيس فؤاد السنيورة سيكون مؤشّراً. وسيعود سعد الحريري الى مقرّ إقامته في أبو ظبي بعد سلسلة لقاءات يعقدها في “بيت الوسط” الذي سيُقفل من بعده لفترةٍ طويلة وقد يُصرف موظفون فيه.
أعان الله اللبنانيّين…
