تتدهور الأحوال في لبنان يومًا بعد يوم، على وقع تغييرات سياسية واجتماعيّة صاخبة، الانهيار الاقتصاديّ مستمرّ، فيما لا توجد حتّى اللحظة خطّة إصلاحيّة وإنمائيّة تطرح على الطاولة للنهوض باللبنانيين من الحال الذي باتوا فيه.
هذا الواقع أثّر بشكل كبير على حياة اللبنانيين، الذين جلس كثر منهم في منازلهم، إمّا لانقطاعهم عن العمل أو بسبب ضعف القدرة الشرائية لديهم، ما يعني أنّه لم يعد بمقدورهم التبضّع بذات الأشياء التي كانوا يشترونها قبل الأزمة، أو حتّى التكلّف على السهرات والنزهات ذاتها.
نرصد هنا، عددًا من الأمور التي “ما بقا في اللبناني القيام بها”:
1- الحصول على ودائعه
فلنتحدث بلا حرج عن هموم وقضايا المودعين في البنوك اللبنانيّة، بعدما فقدوا أموالهم وثرواتهم.
2- ضمان الشيخوخة
لربما يمكننا القول أنّ حياة كبار السنّ صعبة للغاية في لبنان، وهم قد باتوا اليوم لا يستطيعون العثور على الدواء لانقطاعه، أو متخوفين من اضطرارهم دخول المشفى لعدم قدرتهم على تأمين أقساطها.
3- رحلات خارج البلاد بأسعار زهيدة
زمن الـ1500 ليرة قد ولّى، حيث كان الناس يعمدون حينها إلى الذسفر بين القاهرة واسطنبول بأسعار زهيدة، فيما تكلّف تذكرة اليوم الملايين.
4- الحصول على الكهرباء
مع عدم الحصول على الكهرباء، تُطفأ الغسالة ومعها البراد، والدفاية أيضًا، وينام اللبنانيون أو يدرسون على العتمة.
5- أو حتّى الحصول على المياه
وأمام مشهدية انقطاع الكهرباء، يصبح من الصعب تأمين المياه أيضًا، ما يعني لا استحمام بعد اليوم!
6- صعود المترو كما فعل أجداده أيام زمان
ربط خطّ الشام قديمًا، بين بيروت ودمشق وعمّان وصولًا إلى بغداد والحجاز كذلك، ومنذ الحرب الأهلية انقطع الحديث عن هذا الخطّ، ولم يعمل المترو أو يتمّ تفعيله منذ ذلك الحين.
7- وكذلك التنقّل بين المناطق لم يعد سهلًا، نظرًا إلى ارتفاع أسعار المواصلات
ارتفع سعر الراكب الواحد داخل العاصمة بيروت، من ألفي ليرة قبل الأزمة، إلى 30 ألفًا اليوم!
8- خرجيّة المدرسة، باتت ثقيلة على الأهالي
أذكر أنّه عندما كنتُ صغيرًا كان والداي يعطيانني خرجية 500 ليرة، كبرنا وازداد المصروف، وبتّ آخذ معي في فترة الثانوية، مبلغ 10 آلاف يوميًّا، بين أجرة الطريق والمصروف اليوميّذ. اليوم باتت العشرة آلاف لا تكفي أجرة الطريق، ولا حتّى شراء منقوشة زعتر!