رأى الكاتب السياسي المحامي جوزيف أبوفاضل، ان التحضيرات لنسف الانتخابات النيابية اللبنانية او أقله لتأجيلها، تضج تحت الطاولة عموما وداخل أروقة التيار الوطني الحر خصوصا، وذلك مرده الى يقين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، بأن صناديق الاقتراع لن تحمل لهما المن والسلوى، لا بل ستفضي الى تراجعهما نيابيا بما لا يتجاوز الـ 10 مقاعد، مقابل صعود حجم الكتلة القواتية التي من المتوقع ان تكون الأكبر على المستوى الوطني عموما والمسيحي خصوصا.
ولفت أبوفاضل في تصريح لـ «الأنباء»، الى أنه ليس باستطاعة النائب باسيل ومن خلفه الرئيس عون، ان يتحملا خسارة بهذا الحجم، خصوصا انها سترتد سلبا على كل طموحات باسيل ومستقبله السياسي، معتبرا بمعنى آخر ان أخشى ما يخشاه النائب جبران باسيل، هو خسارة حجمه النيابي الحالي، فينتهي سياسيا مع انتهاء عهد عمه، ومن هنا جموحه لنسف الانتخابات بشتى الوسائل المتاحة أمامه، او تأجيلها بأقل تعديل الى حين انجلاء الصورة في المنطقة.
وردا على سؤال، لفت أبوفاضل إلى ان حزب الله يساير باسيل في رغبته بنسف الانتخابات النيابية او تأجيلها، خصوصا انه المحرك الرئيسي الذي يؤكد حصولها من عدمه، علما ان أكثر ما يخشاه الحزب ويريد تفاديه، هو انتقال الأغلبية النيابية الى المقلب الآخر أو ما كان يسمى سابقا بقوى 14 آذار، لذلك وفي حال نجحت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بتثبيت الانتخابات في مواعيدها وفقا لشروط صندوق النقد الدولي، قد تشهد الساحة الانتخابية تحالفا في بعض المناطق مثل جبيل وكسروان، بين حركة أمل وحزب الله من جهة، والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، علما ان تحالف حركة أمل التيار الوطني الحر سيكون بالرغم من انعدام الكيمياء بينهما، تحت عنوان «تحالف الضرورة او المصلحة».
وأردف: «لبنان يعيش العقدة العونية، ولا يمكن له ان يتخطى تداعياتها ما لم ينفتح من جديد على الأشقاء الخليجيين الذين ما ترددوا يوما بالوقوف الى جانبه ودعمه ومساعدته على المستويات كافة، فما بالك وقد أضاعت السلطة الحاكمة فرصة ثمينة لإنقاذ لبنان من سقطته الاقتصادية والنقدية عبر طريقة تعاطيها مع المبادرة الكويتية، وهو ما قد يترجم في القمة العربية المرتقب انعقادها في الجزائر، بتعليق عضوية لبنان في الجامعة العربية، لبنان ليس اهم من سورية عربيا فهل سيتعظ الحكم؟
وعليه رأى أبوفاضل ان الرئيس عون لم يعرف كيف يكون حاكما، لأنه بالأساس لا يجيد لا العوم في الأنواء اللبنانية، ولا التعاطي بحكمة مع الخصوصية اللبنانية، وليس في كتابه السياسي سوى عناوين شعبوية عريضة، ومعارضة شرسة، وصراخ في وجه كل من لا يؤيد صهره ويتماهى مع طموحه الرئاسي، معتبرا بالتالي ان عون وباسيل، يقاتلان طواحين الهواء، وكل الفرقاء اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم بمن فيهم رجال الدين، ابتعدوا عنهما، نتيجة تصرفات باسيل التي ذكرت اللبنانيين بتصرفات السلطان سليم (شقيق رئيس الاستقلال الأول بشارة الخوري)، مشيرا بمعنى آخر الى ان الحقبة العونية شارفت على الانتهاء، ومن المرجح بالتالي ان يحمل تاريخ 31 أكتوبر المقبل آخر المحطات العونية.
وختم: «من المتوقع ان يحاول الرئيس عون عدم إخلاء قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، لكنه لن يتمكن من البقاء فيه لأكثر من 3 أشهر، إذ انه سيكون مجبرا على المغادرة تحت وطأة الضغوطات الدولية والعربية والمحلية، حتى حليفه حزب الله لن يتمكن من تغطية هذا الخطأ الكبير والفادح ان حصل، ما يعني من وجهة نظر أبوفاضل، انه من الممكن لسيناريو 1990 ان يتكرر، إلا ان الرئيس عون نفسه، يدرك ان أحدا في الداخل وتحديدا حزب الله، لن يكون لا مؤيدا ولا راضيا ولا حتى ساكتا عن اغتصابه لموقع الرئاسة الأولى.