كتبت لبنى عويضة في “سكوبات عالمية“:
بالتزامن مع الإقبال الكثيف للبنانيين على الهواتف الذكية والتطبيقات الالكترونية، ومع استمرار الانهيار الاقتصادي لا بل الوصول للدرك الأسفل، اتجه المواطنون للتمسك بأي بارقة أمل من شأنها أن تعيد لهم الحياة وتساعدهم في الحصول على أموال، وتحديداً إذا كانت بمثابة الـــ”فريش دولار”.
أما مع تفاقم أعداد الشباب العاطلين عن العمل، أصبح التمسك بأي مشروع ولو كان مشبوهاً هو مسعاهم والسبيل الأوحد أمامهم، وبات اللجوء للربح السريع هو أقصى طموح لدى هذه الفئة التي تعاني من التهميش في وطن لم يعد باستطاعته استيعاب أبنائه.
ومؤخراً ظهر تطبيق جديد يحمل اسم “INSvideopush”، وهو ما دفع أعداد كبيرة من المواطنين لاستخدامه، دون الإلتفاف لعواقب هكذا تطبيقات.
أما فيما يتعلق بالمهام التي يتطلبها هذا التطبيق، ففي ظاهرها بسيطة، كالكبس على زر الإعجاب أو المتابعة لحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو العمل الذي نقوم غالبيتنا به يومياً أي من الروتين اليومي للأفراد، ولكن بواسطة هذا التطبيق استحال كل “كبسة زر” إلى مربح مالي وتحديداً بـــ”الدولار”. بالمقابل فإن سحب الأموال التي تجنيها من المهام فقد يشكل عائقاً، إذ يتعيّن عليك الإشتراك بالخطط التي يحددها البرنامج، كما يتوجب أيضاً دفع مبلغ مالي معين للبدء بجني الأرباح المتفاوتة.
كل هذه المغريات أعمت الأعين ودغدغت البصيرة عن كون هذا البرنامج ما هو إلا نوعاً من القرصنة الإلكترونية، والأهم أنه من التطبيقات غير الآمنة، والتي ستقفل عاجلاُ أم آجلاُ بعد سحب الأموال التي أودعها المستخدمون فيها، ولا بد من التذكير بالحادثة التي راح ضحيتها مئات المواطنين جراء استخدامهم لتطبيق “binancefund.com” الشبيه لتطبيق Insvideopush من جهة إيهام المشتركين بالربح السريع والمضمون والكبير.
ثقة عمياء يمنحها المواطن البائس واليائس من الواقع الذي فرض نفسه عليه، وهو الذي يتعرض لعملية ابتزاز والخوف من إضاعة الفرصة، خاصة أن أعداداً لا بأس بها بدأت بجني الأرباح، وما هذا إلا فخ من أجل استقطاب أعداداً أكبر من المستخدمين.
إذن برامج مشبوهة وواقع مؤلم يطيح باللبناني، والذي لم يبقَ سبيل أمامه أو أي وسيلة تساعده للعيش في زمن حتى الحياة باتت تشكل ثقلاً وكاهلاً عليه، إلا أنه من باب المسؤولية ينبغي بنا التنبيه قبل إتخاذ خطوة المشاركة في أي تطبيق أو برنامج أو موقع مشبوه ويدعو للربح السريع واللاعقلاني، فما يأتي بسهولة يذهب بسهولة.