معركة بعبدا الانتخابية لها نكهتها الخاصة. فالعيون شاخصة الى القضاء الذي يضمّ القصر الجمهوري، وشاغله اليوم مؤسس “التيار الوطني الحر”.
فبعدما حصد “التيار” المقاعد الثلاثة للموارنة وفق القانون القديم، نال في انتخابات 2018، ووفق القانون النسبي، مقعدين مارونيين للنائبين آلان عون وحكمت ديب. اليوم الصورة تختلف.
بعد 17 تشرين وانفجار مرفأ بيروت وتأثيرهما على تراجع شعبية الأحزاب، إلى خلط التحالفات، والمناكفات الإعلامية بين “التيار” ومعظم الأحزاب، ثمة شك في إمكان حصول “التيار” على غير مقعد واحد.
في الاستطلاعات الداخلية التي أجراها “التيار” حلّ آلان عون أولاً في المرحلتين ومن الطبيعي أن يكون المقعد الأول محجوزاً له، كون”التيار” يملك حاصلاً مضموناً، في انتظار بلورة طبيعة التحالفات التي يجريها وشكل اللائحة وكيفية خوضه المعركة الانتخابية وتحت أي عنوان، وإذا أحسن إدارة معركته تزيد فرص حصوله على مقعد ثانٍ. علماً أن ثمة علامات استفهام كثيرة تضعه أمام خطر حصوله على مقعد واحد فقط، فتراجع شعبيته يمكن أن يؤثر على نسبة الاقتراع، إضافة إلى علاقته المتردية مع حركة “أمل” حيث للثنائي الشيعي مقعدان مضمونان وحضور بارز يستطيع رفد اللائحة فيما لو زادت نسبة الاقتراع لدى قواعده.
تؤكد مصادر في “التيار” ألا خيار إلا التحالف مع الحزب أو الترشح بمفرده مما يفقده حكماً مقعداً ثانياً. لكن الاتصالات والمفاوضات قائمة، والتحالف مع “الحزب الديموقراطي” أصبح واقعاً. يبقى الثنائي الشيعي، علماً أن “التيار” في بعبدا لا يستطيع التحالف مع “حزب الله” بمفرده وبمعزل عن حركة “أمل”. من هنا، لا تخفى محاولة “حزب الله” جمع حليفيه على أبواب الانتخابات، كي لا تتشتت الأصوات في الدوائر المشتركة وللحفاظ على الأكثرية النيابية. لكن حتى وساطة الحزب لم تؤدِ الى الآن إلا الى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين الطرفين. وكان نائب الحزب حسن عز الدين أعلن منذ أيام التحالف مع حليفيه “المتنازعين”، لكن “التيار” سارع الى نفي “ما يحكى عن تحالفات انتخابية جرى عقدها مع أي جهة حزبية أو سياسية”، عبر حسابه على “تويتر”.
والسؤال كيف سيوفّق الحزب بين حليفيه؟ تؤكد مصادر في “التيار” أن التحالفات النهائية لم تتبلور بعد والاتصالات جارية في هذا الصدد لتشكيل صيغة تناسب في مختلف الدوائر، معتبراً ألا حلّ “إلا أن نكون سوياً على اللائحة عينها”.
يبقى كيفية تقبّل القاعدة العونية إمكان التحالف مع “أمل”، وخصوصاً أن مجموعات “التيار” التي تضمّ المحازبين والمناصرين تشهد على عدم “هضم” فكرة التحالف خصوصاً بعد الحملات العشوائية والمعارك الكلامية بين الفريقين عبر الفضاء الافتراضي.
ch23