يمكن القول، ان احدى ازمات التيار الوطني الحر الرئيسية، اضافة الى ازمته الشعبية التي تضاعفت بعد ثورة ١٧ تشرين وانفجار مرفأ بيروت، هي عدم قدرته على المناورة في تحالفاته الانتخابية، بمعنى اخر فهو لا يستطيع عقد تحالفات مع قوى وشخصيات لتحسين واقعه النيابي
لاسباب كثيرة تعرض” التيار “لحملات اعلامية وبات هدفا لغضب شعبي كبير من مختلف الفئات، حتى ان الثورة الشعبية استهدفت رموزه بشكل كبير، الامر الذي جعل خسارة القوى السياسية والشخصيات التي تتحالف معه اكبر من ارباحها، فابتعدت عنه بشكل واضح..
لكن، يبدو ان “التيار” ليس وحيدا في هذه الازمة، اذ ان “القوات اللبنانية” تعاني بدورها من ازمة تحالفات حقيقية ستجعلها تخوض الانتخابات النيابية المقبلة من دون تحالفات جدية (بإستثناء الحزب الاشتراكي) معتمدة على قوتها الذاتية في غالبية الدوائر.
الضربة الاساسية التي تلقتها القوات كانت انسحاب تيار المستقبل من الساحة السياسية،اذ خسرت امكانية التحالف مع القوة السنية الاساسية، وهذا الامر كان احد ابرز تمنيات معراب في المرحلة السابقة.
لكن خسارة القوات للمستقبل، من دون ان تنجح في تطبيع العلاقات مع بيت الوسط، ادى الى ابتعاد شخصيات عديدة من الساحة السنية عنها، وذلك تجنبا لغضب الشارع السني وتحديدا المستقبلي الذي بات استقطابه هدفا مشتركا للكثيرين.
كما ان “القوات “خسرت خلال الاسابيع الماضية قدرتها على التحالف مع قوى التغيير، اذ ان عددا من المرشحين الذين خاضوا الانتخابات الماضية الى جانب “القوات” باتوا اليوم اقرب الى المجتمع المدني والثورة وسيترشحون على لوائحها، حتى ان النواب المستقلين لم يعودوا قادرين على خوض الانتخابات الى جانب “القوات“.
تعاني القوات اللبنانية بشكل جدي من ايجاد حلفاء اقوياء وجديين في الدوائر المسيحية، ما يعني ان تقدمها الشعبي، ان حصل، سيكون دعامة اساسية للحفاظ على حجم الكتلة النيابية الحالية فقط وليس زيادتها وهذا سيكون ترجمة فعلية وعملية لازمة التحالفات التي تمر بها معراب منذ اسابيع…
المصدر : لبنان24- على منتش