تتحرَّك ماكينات بهاء الحريري بـ “حذر” وسط حقول من الألغام التي شارك في تفخيخها للإطاحة بشقيقه سعد ووراثته حكومياً وشعبياً، لكنه لم يستشف حتى هذه اللحظات ما يُمكّنه من نزع الألغام والسير بحرية في بيئة “السنة” التي لفظته وراكمت حباً إضافياً لشقيقه الذي بقي إلى جانب بيئته منذ وفاة والده أي قبل 17 عاماً، لم يرَ لا اللبنانيون عموماً ولاسنّته خصوصاً وجه الإبن البكر في أي مناسبة أو أزمة يقعون فيها.
ذهب مُمثله ليجسَّ نبض دار الفتوى من “ظاهرة الحريرية الجديدة” لا سيّما أن الدار أعلنت وبالفم الملآن إلتزامها مع شقيقه سعد، وبما أن المجالس بالأمانات لم يشأ “رواد الدار” من البوْح عما دار في اللقاء، حيث إقتصر الخبر المُعمَّم من دار الفتوى أنّ البحث دار في الوضع العام.
زيارة صافي كالو إلى معقل السنة ليست بريئة بل جاءت بعد ما أفصح عنه بهاء الحريري من أنه سيُكمل مسيرة والده في لبنان، وهو ما دفع بمصادر مُراقبة للسؤال “أين كان منذ 17 عاماً ؟ هل تذكر الإىن مسيرة والده؟ ومن لم يكن وفياً لأبيه وأخيه لن يكون وفياً لوطنه”.
وتحسم هذه المصادر أنّ “لا حظوظ للحريرية الجديدة في الشارع السني بعد العطف الكبير الذي حصده شقيقه سعد من بيروت إلى الشمال مروراً بالبقاع، هو الرجل الذي فضّل بنظر هؤلاء المصلحة الوطنية على مصالحه الخاصة فيستحق الوفاء كما كان وفيّاً لوطنه”.
وتؤكّد المصادر أنه “لا يُمكن لأحد أنْ يملأ مكان الرئيس الحريري ، لا سيما أنّ الأخ الأكبر لا يبدو أنّه مدعوم من أي دولة عربية أو أجنبية مما ينسف حتى إحتمال نجاحه في حصد أي مقعد نيابي لو حاول ترشيح أشخاص على لوائح خاصة به”.
إلّا أنّ هذه المصادر تعترف أنّ “الصورة ضبابية على الساحة السنية وتحتاج إلى وقت حتى تتبلور”.
ليبانون ديبايت