حسم رئيس مجلس النواب نبيه بري الأمر بعد لغط مستجد يطال توقيت الانتخابات، ووضع الجميع أمام مسؤولية إجراء الانتخابات، وسط تأكيدات بأن الانتخابات حاصلة وفي مواعيدها منتصف أيار المقبل نظرا الضغط الخارجي الهائل وليس من سبل متاحة سوى الذهاب إلى عقد تحالفات ظرفية تقي الخسائر المرتقبة.
المعطيات الأولية ، تشير إلى تفاهم مستجد بين حزب الله والتيار الوطني الحر بشأن خوض الانتخابات تحت شعار صد القوات اللبنانية وتحجيمها قدر الإمكان، وهذا لا يتم دون تعويض خسائر “التيار” المتراجع شعبيا داخل بيئته بمقاعد ضمن الدوائر المختلطة ، كما يتطلب الأمر استغلال إنكفاء المستقبل والسعي إلى ابرام تحالفات مناطقية تهدف إلى عدم استفادة القوات وحلفائها.
لكن وفق المعلومات، حاول رئيس تكتل لبنان القوي تحصيل المزيد من المكاسب خارج الإطار التحالف المقترح عبر اعادة البحث بتصويت المغتربين كما السعي إلى ربط الانتخابات النيابية بالاستحقاق الرئاسي ، خصوصا في ظل ترجيحات بعدم توقيع رئيس الجمهورية مراسيم تشكيل حكومة ما لم تضمن تفوق التيار الوطني الحر ربطا بإحتمال الشغور الرئاسي.
وفق التخريجة على الطريقة اللبنانية، جرى همسا البحث في تأجيل الانتخابات لمدة 3 أشهر على الاقل، خصوصا في ظل نوايا مضمرة عند فريق رئيس الجمهورية بتسعير الخلاف مع القوى السياسية والسير في معركة إسقاط حاكم مصرف لبنان ضمن سياق شد العصب الشعبي على غرار دورات 2005 و 2009.
يدرك الرئيس عون جيدا مفاعيل فتح النار على كل الجهات خلال الشهور الأخيرة من عهده، و هو يسعى إلى خوض معركة تثبيت مرجعيته المسيحية كونها الاولوية الأساسية بوجه تمدد القوات وتظهير دورها كأنها رأس حربة في مشروع إقليمي ودولي ما يؤهلها إلى العاب ادوار مفصلية في الاستحقاق الرئاسي تحديدا.
الأمر الملفت ، والذي أتى خارج السياق هو الحماسة المستقبلية لمواجهة مشروع ميشال عون انتخابيا رغم اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي ، حيث تفيد أوساط مطلعة بأن سعي حلفاء المستقبل إلى تأليف لوائح منافسة بوجه التيار الحر والقوات في عكار والبقاع وصيدا و طرابلس ، يهدف عمليا إلى قطع الطريق على استفادة الطرفين المسيحيين من إنكفاء الحريري.
وفق الاوساط عينها، فإن المطلوب محاسبة جعجع على كل ما حصل منذ أزمة احتجاز الحريري في الرياض حتى اليوم ، لكن ما هو أهم ، ومن زاوية “استراتيجية” تصفية عون نيابيا في أيار قبل خريف الانتخابات الرئاسية نظرا لتقاطع هذا الهدف مع التوجه الخليجي لتقويض نفوذ حزب الله عبر نزع الأكثرية النيابية منه ، خصوصا في ظل نقاشات تدور داخل التيار الأزرق تؤكد بأن سعد الحريري قام بتعليق وليس إلغاء العمل السياسي، و على سائر الأطراف التصرف على هذا الأساس.
المصدر: خاص “لبنان 24”