للوهلة الأولى، بدا انّ اعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قرار الانسحاب حالياً من الحياة السياسية، قد دفع سعر صرف الدولار صعوداً الى 24 الف ليرة. قد يكون ما أعلنه الحريري قد أثّر قليلاً في سعر الليرة، لكن التمحّص في حركة منصّة «صيرفة»، يوحي بأنّ أسباباً أخرى تقف وراء ارتفاع الدولار، بعد سلسلة من التراجع التدريجي في الاسبوع الماضي.
اذ يتبين انّ «صيرفة» سجّلت امس بيع 15 مليون دولار فقط، بما يوحي انّ الدعم الكمّي الذي بدأه مصرف لبنان في السابق، والذي جعل الحركة على «صيرفة» ترتفع الى معدل 40 مليون دولار في اليوم، قد توقف تقريباً، بحيث عادت الحركة الى ما كانت عليه قبل 11 كانون الثاني، يوم اتُخذ قرار دعم الليرة في السرايا.
والتفسير المنطقي لما يجري، انّ التداول امس خلال فترة ما قبل الظهر، كان طبيعياً، مع تسجيل نقص بسيط في العرض، فيما ارتفع الطلب قليلاً في فترة ما بعد الظهر قبيل وبعد اعلان الحريري اعتزاله. وبالتالي، شهد السوق الحر ضغطاً بعد إقفال المصارف، حيث انّ قسماً كبيراً من العمليات خارج المصارف لا يتمّ تسجيلها على «صيرفة».
في كل الاحوال، اشار بيان مصرف لبنان اليومي، الى انّ السعر على «صيرفة» كان بمعدل 22600 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نُفّذت من قِبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصّة.
والسؤال، وفي حال استمر الضغط اليوم، هل سيعود مصرف لبنان الى اسلوب ضخ الدولارات لسدّ كل الطلب، أم انّه استنفد المبلغ المُتفق عليه مع رئيس الحكومة للدعم، وسيستمر في السياسة التي كان يتّبعها قبل قرار السرايا، بما يعني احتمال عودة الدولار الى مسار الارتفاع؟