كتب: رياض الحسيني -اخبار لبنان :
بعد تسريب خبر إمكانية عزوف الرئيس سعد الحريري عن عالم السياسة بسبب الضغوط عليه من قبل السعودية لتقوية سمير جعجع في الشارع السني، أصبح الشارع السني اليوم يميل أكثر الى البحث عن بديل آخر ليمثل الطائفة السنية، وعلى ما يبدو أن السعودية تتجه الى فرض زعيم آخر.
بعد جدل وتشكيك وتوقع بتأجيلها، يبدو أن الإنتخابات النيابية اللبنانية في موعدها المحدد، وحسب الأجواء في بيروت فإن كافة القوى السياسية حسمت قرارها بالتوجه للانتخابات.
وهنا السؤال إن كان الحريري سيشارك بنفسه بالإنتخابات ويقود ماكينة التيار الأزرق الانتخابية السنية، ام انه سيعكف عن الترشح، مع استمرار الفيتو السعودي عليه في العودة الى الحياة السياسية، وبذات القدر تطرح الأسئلة عن شقيقه بهاء الحريري وعن كيفية دخوله الحياة السياسية اللبنانية من بوابة الانتخابات.
او ربما زعيم سني آخر كان قد عمل على تأسيس قاعدة شعبية من خلال الخدمات الاجتماعية والمساعدات المالية…
كما ان لفؤاد المخزومي حصة من الانجازات التي يقوم بها على صعيد الانماءات البيروتية و المدنية و الاستشفائية، فهل تنجح مساعيه للوصول الى حصة سنية في الانتخابات المقبلة؟
الجميع في لبنان بدأ الإستعداد وتركيب اللوائح، ودراسة التحالفات، بإستثناء سعد الحريري، فهو لغاية اليوم لم يحسم قراره بعد، في حين أن القادة السنة يحاولون استغلال الوضع ويتسارعون لحجز أماكنهم في الصفوف الأمامية من المقاعد السنية لا سيما أن خيارات السعودية تجاه الساحة السنية في لبنان التي تشهد حالة فراغ وضياع، على عكس الثنائي الشيعي الذي استغل كل الإمكانيات ليعلن “الترابط والتماسك” حتى انتهاء المعركة، وان كانت فعلًا الرياض سوف تلحق القادة السنة بقيادة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتشكيل كتلة واحدة في المجلس النيابي القادم، بذلك تكون سياسة الرئيس سعد الحريري قد انتهت في مهدها.
وسيكون امام القوى السياسية السنية مرحلة من شد العصب والتحشيد، واستخدام كافة الأوراق، أولها الورقة الطائفية والمذهبية. وهو ما يفتح على مرحلة من التصعيد السياسي، يخشى أن يصاحب معه إحتكاكات وأحداث أمنية وتوترات في الشارع المحتقن.
تعدّدت الروايات بشأن مسار عملية المشاركة وتسابقت السيناريوهات السياسية التي أجمعت على إعتذار الرئيس سعد الحريري.
فالسؤال “عن إمكانية عزوف الرئيس سعد الحريري” لم يجد جواباً لغاية الآن!!
أمام تلك الوقائع، لم يحدّد الحريري ايّ مسار بديل سيسلكه لبنان، لغاية اليوم. ليبقى المواطنون أسرى الإنتظار من هو الزعيم السني للدورة القادمة؟؟