يأتي الانخفاض المتتالي للدولار منذ عدة ايام في السوق اللاشرعية عقب إعلان البنك المركزي، أنّهُ بإمكان البنوك شراء الدولار منه دون حد أقصى. لكن بالسعر الذي تحدده منصة صيرفة التابعة له والتي تعمل على تحديد سعر أفضل لليرة.
في هذا السياق، جاء قرار المركزي حاسماً، بعدما استغل العدد الأكبر من الصيارفة الأساسيّين الذين يتبادلون التفاصيل عن حركة الدولار والعملات الأجنبيّة، على المنصّات والتطبيقات والالكترونية خاصة بهذا الغرض. فقام هؤلاء بطلب شراء وبيع الدولارات على المنصة السوداء، بشكل رقمي، عارضين أسعاراً مُحددة، وما إنّ تتم المُوافقة على عملية البيع والشراء وفق السعر المَعروض، يُصبح هذا السعر تلقائياً السعر المُعتمد لدى الجميع، وكذلك السعر المُتداول في وسائل الإعلام. وبالتالي، يستغل عدد من الصيارفة هذه العملية لرفع السعر الذي وصل الى رقم خيالي منذ نحو عشرة ايام ملامسا حدود ال34 الفاً للدولار الواحد، وذلك عن طريق القيام بعمليّات بيع وشراء وهمية في اغلب الاحيان.
وعليه، يشرح خبير مالي، عبر كالة “اخبار اليوم”، انّ سعر الصرف المذكور بات “لعبة وسخة” بيد مجموعة من الجهات المالية والصيارفة المشبوهة، لتحقيق مكاسب مادية هائلة في فترات زمنيّة قصيرة. يلفت الى انه مؤشّر لتحديد أسعار كل السلع والخدمات في لبنان، وبالتالي لتحديد مُستوى عيش اللبنانيين، وقائلا: كأن هناك تواطؤاً ما بين تجار السلع وبعض الصيارفة لرفع الدولار، بالتالي رفع السعر الذي لم نشهد يوماً انخفاضاً مع انخفاض الدولار.
وإذ حذّر الخبير عينه انهُ مع نهاية كل اسبوع أيّ نهاري (السبت والأحد) يستغل “حاكم السوق السوداء” اقفال المنصة والمقاصة لتخلو الساحة لهم بالتلاعب بالسعر على قدر الإمكان، ليحتكروا العملات الصعبة من اجل تحصيل ارباح اضافية بحجة انّ سعر صرف الدولار ينخفض مما يسبب خسارة لهم.
وهنا، يعتبر الخبير المالي، انه لا يمكن التغاضي عندما تخلو لهم الساحة في هذين اليومين، خصوصاً انهم لعبوا بها كما شاؤوا خلال العامين المنصرمين، في ظل الغياب التام للحلول.
ويخلص الخبير الى القول، انهُ حان الوقت لقيام المسؤولين الرسميّين والسياسيّين بوقف السجالات، وتوحيد الجُهود لمُحاولة وقف الإنهيار، وايضاً حان الوقت لقيام المسؤولين الإقتصاديّين والماليّين بوضع حد لمهزلة مافيات اللعب بسعر الصرف، وبوضع خطة إنقاذ تُوحي بالثقة عشية المفاوضات مع صندق النقد الدولي.
شادي هيلانة – وكالة اخبار اليوم