يجتمع المجلس المركزي لمصرف لبنان غداً لتقييم تداعيات التعميم 161 وتعديلاته التي أدّت إلى تراجع سعر صرف الدولار الأميركي إلى ٢٥ ألف ليرة في السوق الموازية، والبحث في الخطوة المقبلة للاستمرار في الضغط على الدولار وتحسين وضع الليرة اللبنانية واستقطاب الإقبال على منصّة “صيرفة” التي ارتفع حجم التداول فيها، خصوصاً بعد الإنذار الذي وجّهه البنك المركزي لحوالي ١٨٨صرافاً لوجوب اعتماد المنصّة وإلا شطبهم، بعدما لاحظ أن ثمة صرافين لا يتقيّدون بسعر المعتمَد عليها.
وتقول مصادر مالية لـ”المركزية”، إن مصرف لبنان “مُجبَرٌ على تهدئة السوق النقدية… وبعدما خفّض سعر الدولار حوالي ١٠ آلاف ليرة ليقترب دولار السوق الموازية من سعر المنصّة، فإنه سيُقدِم على خفض سعر دولار SAYRAFA إلى ما دون الـ٢٤،٦٠٠ ليرة وهذا ما فعله أمس عندما خفّضه إلى ٢٣،٩٠٠ ليرة”.
وتُضيف: هذه التخفيضات جاءت بعد الإيجابيات التي ظهرت سياسياً من خلال عودة الثنائي إلى جلسات مجلس الوزراء وإدراج موضوعَي الموازنة العامة وخطة التعافي في سّلم الأولوية وهما من ضمن الإصلاحات المطلوبة وشروط المجتمع الدولي ولا سيما صندوق النقد.
وتؤكد المصادر أن” مصرف لبنان رغم الانتقادات الموجّهة إليه ما زال لاعباً أساسياً في السوق النقدية، أولاً لأنه يملك الدولارات وقد ضخّ حوالي ١٠٠مليون دولار يومَي الجمعة والإثنين الماضيين، وثانياً يحدّد السياسة النقدية الواجب اتباعها مثل إصداره التعميم ١٦١وتعديلاته”.
ومن المنتظر في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة “إطلاق تطبيق منصة “صيرفة” ليصبح متوفراً لجميع اللبنانيين على هواتفهم المحمولة، حيث يطّلعون على سعر الصرف في السوق التي ستهيمن عليها “صيرفة” لحظة بلحظة، ما يمكّنهم من معرفة أفضل سعر للدولار لدى الصرافين والمصارف القريبة من موقع تواجدهم، ما يؤمّن أفضل خدمة للمواطنين” وفق المصادر ذاتها.
وإذ تعتبر أن هذه الخطوة “من شأنها إنهاء كل التطبيقات غير الشرعية التي تتلاعب بالسوق وبأعصاب اللبنانيين وبلقمة عيشهم”، لم تستبعد المصادر “إمكانية توحيد سعر الصرف في حال تمكّن مصرف لبنان أن يكون اللاعب الأقوى في سوق القطع بالتوازي مع تسريع الإجراءات الحكومية الآيلة إلى النهوض الاقتصادي”.
المركزي