رغم مرور عامين على انتشار فيروس “كورونا”، لا تزال وزارة الصحّة في لبنان تتخبّط مع الجائحة لجهة كيفيّة إدارة هذه الازمة الصحيّة التي لا تزال تعصف باللبنانيّين الذين يتحمّلون أيضاً جزءاً من مسؤوليّة انتشار الوباء على نطاقٍ واسعٍ.
وككلّ ملفٍ يُدار في لبنان، شابت ولا تزال الجائحة في نسختها اللبنانيّة العديد من الفضائح آخرها قضية تعبئة معلومات شخصيّة عبر استمارة على منصّة وزارة الصحة اتّضح أنّها غير آمنة والإصرار على إلزاميّة دفع 30 دولاراً عبر بطاقة ائتمانيّة من خلال الموقع.
ولكنّ القصّة ليست هنا، فبالرّغم من تمرّس فرق وزارة الصحة للتّعامل مع أرقام وأسماء وحصيلة الفيروس اليوميّة، إلاّ أن التأخير لا يزال سيّد الموقف خصوصاً لجهة إرسال أسماء المُصابين بعد أيّامٍ عديدة من تثبيت إصابتهم للفرق المسؤولة في مُختلف المناطق والبلديّات، ما أمسى أشبه بأضحوكة، فاللوائح تصلُ بعد أن يكون قد أنهى الشّخص المُصاب فترة حجره، هذا إن التزم فعلاً بالإجراءات، وشُفي تماماً من الفيروس، وغالباً ما يضحك مُتلقي الاتصال ويُجيب بالقول “تأخّرتو كتير”! وأمام هذا الواقع لم يُعد هناك من ضرورة لجهود فرق مُتابعة ورصد المُصابين، وهو ما يعني أيضاً أنّ العديد ممّن التقطوا الفيروس أكملوا حياتهم بشكلٍ طبيعيّ وساهموا في نقله الى مئات الأشخاص بسبب تفلُّتهم من الإجراءات في غياب أيّ رقابة محليّة كانت تأتي متأخرة جدّاً.
والمثل الأبرز على تأخير وزارة الصحّة الكبير هو ما حصل معي شخصيّاً، فبعد أن تأكّدتُ أنني أُصبت بالفيروس فجر يوم الخميس الواقع في 6 كانون الثاني الحالي، وُرَدَ إسمي الى البلدية حيث أسكُن في الـ14 من الشّهر أيّ بعد 9 أيّام، وهو صادف اليوم الذي جاءت فيه نتيجة فحص الـ PCR الذي أجريته سلبيّة، والصورة المرفقة خير دليل.
وهنا، نُوجّه نداءً الى وزير الصحّة فراس أبيض الذي واكب جائحة “كورونا” منذ اليوم الاوّل وأبدى حرصاً شديداً على متابعة كلّ تفصيل، لا بل أكثر من ذلك، كان من المُنتقدين عند أيّ تقصير، ومن المُحذّرين أمام أيّ كارثةٍ صحيّة مُقبلة: أنصت الى كلّ ما يوجّه إليك والى الوزارة من مُلاحظات ومُتابعات، واضرب بيد وزيرٍ على الطاولة، واعمل بقلبِ وحرصِ طبيبٍ، وأَبعِد الفضائح والتّقصير عن الصحّة، و”تِسلَم”!
Ch23