الساعات الماضية شهدت انخفاضا، أو بالاحرى تخفيضا لسعر صرف الدولار دون سقف الـ30 ألف ليرة الذي قفز فوقه مع بداية الاسبوع الجاري. الا ان هذا التخفيض لم يلغ حال الارباك في ظل انعدام الثقة به، ربطاً بالتجارب السابقة للقطاعات المالية الرسمية التي فشلت في الامساك بزمام الدولار. اضافة الى التشكيك الذي رافقه، الذي ادرج التخفيض في سياق امتصاص الليرة اللبنانية، وتذويب ما بقي من مدّخرات دولاريّة للبنانيين. واذا كان ثمة من رحّب بالاجراء الذي اتخذه مصرف لبنان في هذا الاتجاه للامساك بالدولار، فثمة في المقابل من اعتبره «إبرة مخدّرة» بمفعول آني سرعان ما سينتهي مفعولها، لتتبدّى معها سلبيّة فاقعة، بإذابتها جزءاً أساساً من احتياطي «مصرف لبنان».
فما جرى بالأمس، هو أن سعر صرف الدولار واصل هبوطه ولكن بوتيرة اسرع من بداية هبوطه امس الاول، عندما بوشر في تنفيذ قرار «مصرف لبنان» بيع الدولارات الى المصارف والى زبائنها ممّن يمتلكون المال النقدي بالليرة، على سعر منصة صيرفة التي تسعّر الدولار بأقل 10 الى 20% من سعره في السوق السوداء.
وفي المعلومات ان المصارف تساهلت امس اكثر مع الزبائن الراغبين بالحصول على الدولار الفريش بإيعاز من المصرف المركزي للضغط على الدولار ودفعه الى التراجع اكثر. وهذا ما حصل، اذ نزل سعر العملة الخضراء الى ما دون عتبة الـ27 الف ليرة، اي ما يزيد عن 20% في ساعات قليلة، قبل ان يعود الى الارتفاع ويلعب على سعر وسطي بلغ 28500 ليرة.
المصدر : الجمهورية