في ظل الاستعصاء السياسي الذي دام طويلاً تستمرّ المساعي لعقد جلسة لمجلس الوزراء من أجل إقرار الموازنة المالية العامة وتسيير أمور البلاد، ويعمل “حزب الله” على تركيز الاهتزاز الذي طرأ على علاقته بالتيار “الوطني الحر” منذ أسابيع وذلك بهدف تحسين واقعه الانتخابي والسياسي
.
ثمة علامات استفهام كبرى حول اصرار الحزب على تهدئة الأجواء مع التيار، حيث أن الحديث الدائر في الاروقة السياسية والاعلامية يطرح تساؤلات عن مدى نجاح النائب جبران باسيل في “ابتزاز” الحزب ودفعه الى تقديم التنازلات تحت التهديد بفكّ التحالف الذي يستفيد منه الحزب على مستوى الغطاء المسيحي والتمثيل الوطني، وعن الضبابية التي تلفّ مستقبل العلاقة بين التيار والحزب.
مما لا شكّ فيه أن “حزب الله” يحرص جيداً على خوض معركة الحفاظ على الاكثرية النيابية وبالتالي فإن الخطر الذي قد يهدد هذه الاكثرية هو خسارة “الوطني الحر” لجزء كبير من نوابه، لذلك فإن الدعامة الاساسية التي تشكّل “متراساً” للتيار وتقوّيه في الانتخابات النيابية المُقبلة تكمن في تحالفه مع الحزب في مختلف الدوائر، الأمر الذي من غير الممكن تأمينه سوى بالتحالف مع “الثنائي الشيعي” لأن “حزب الله وحركة امل” هما قوتان سياسيتان لا ينفصلان في الدوائر حيث ثقل الأصوات الشيعية
.
الأهم بالنسبة لعلاقة الحزب بالتيار، هو أن الاول يرغب بإنهاء الانتخابات النيابية من دون التعرّض لما يُشبه الحصار او بمصطلح آخر العزل السياسي، إذ إنّه يرى أن الولايات المتحدة الاميركية تسعى الى عزله ضمن طائفته (الشيعية) والى “كركبة” علاقته بحلفائه أو إضعافهم كي يصبحوا عاجزين عن تأمين الغطاء الطائفي والسياسي والوطني له، ومن هنا تكمن أهمية اهتمام الحزب بالحفاظ على علاقته المتينة بالتيار.
في المقابل، فإن مصلحة “الوطني الحر” معروفة، إذ إن فكّ تحالفه مع “حزب الله” سيزيده تضرّراً في المرحلة المقبلة لا سيما وأنه يواجه أسوأ سنواته السياسية منذ العام 2019 بعد اهتزاز قاعدته الشعبية وكذلك يبدو مُربكاً في الساحة المحلية بفعل التوتر الذي يسود علاقته بمختلف القوى السياسية عموماً والمسيحية خصوصاً، هذا بالإضافة الى التواصل مع الساحة الخارجية (الاقليمية والدولية) الذي بات شبه منقطع، لذلك فإن التيار لا يملك ترف حلّ ارتباطه بالحزب لأن ذلك من شأنه أن يوقعه في مأزق لا مخرج منه في الاستحقاق النيابي المقبل.
وانطلاقاً من كل ما تقدّم، فإن العلاقة بين الطرفين قد تسير بحذر نحو الايجابية مجدداً من الان وحتى موعد انتخابات 2022، لا بل إن الحزب سيسعى بكل قوته لترميم علاقة التيار بـ”حركة امل” رغم أنّ ذلك يبدو اليوم مستحيلا. وترى مصادر متابعة أن ما يُحكى عن تطوير ورقة التفاهم سيخطو خطوات جدية نحو التنفيذ من قبل الحليفين “الغاضبين” في المرحلة المقبلة إذ إن الطرفين يعملان على تحسين العلاقة بينهما وكل التصعيد الحاصل انما يدخل في إطار تحسين الشروط ليس إلا!
lebanon24