يعتبر لب الأسنان الجزء المكوِّن لمركز السن، ويتكون من نسيج ضامٍّ حيٍّ يحتوي على الخلايا الجذعية الوسيطة، وهي خلايا نسيجية متعددة القدرة التي بإمكانها أن تتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، والتي يمكن الحصول عليها من الأسنان اللبنية بالإضافة إلى أضراس العقل.
ويتمتع كلاهما بالإمكانات نفسها المثيرة لتجديد الأنسجة، وتمكن معالجتهما وتخزينهما في بنك حيوي متخصص؛ لاستخدامهما في العلاجات المستقبلية، وفق(سيدتي).
ويبحث العلماء ومراكز طب الأسنان الخلايا المستخرجة من لب الأسنان منذ سنوات طويلة، وسبق أن أظهر أكثر من 200 تجربة سريرية أن الخلايا الجذعية للب الأسنان لديها القدرة على تقديم علاجات قابلة للتجدد يمكن أن تعالج الكثير من الأمراض والحالات.
ومؤخراً أجرى علماء أمريكيون تجربة جديدة لاختبار لب الأسنان المخلوعة والمأخوذة من مراكز علاج الأسنان؛ لبحث مدى إمكانية استخدامها بوصفها طريقة لعلاج الاكتئاب.
وأظهرت الأبحاث الجارية في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة أن مضادَّات الاكتئاب يمكن أن تحفز نمو الخلايا الجذعية في الدماغ، وفي التجربة الجديدة، سيتم إعطاء 48 شخصاً مصاباً بالاكتئاب خلايا جذعية مستخلصة من لب أسنان مخلوعة من أشخاص آخرين، بالإضافة إلى عقار فلوكستين المضادِّ للاكتئاب.
وتتم معالجة الخلايا وتنظيفها قبل حقنها في أذرع المرضى على مدى 4 جلسات، كل أسبوعين على حدة، مع مراعاة أن هناك مجموعة للمقارنة تتناول فلوكستين فقط يومياً.
وقالت الدكتورة كارمن باريانت، أستاذة الطب النفسي البيولوجي في (كينغز كوليدج لندن): “على المدى القصير، يزيد الإجهاد من إنتاج المواد الكيميائية في الجسم، التي تساعد في الاستجابة للقتال أو الهروب، فعلى سبيل المثال، تكون الضغوط النفسية والاجتماعية، التي تسبب الاكتئاب مثل البطالة أو الصعوبات الزوجية أو الفجيعة، عادة طويلة الأمد”.
وأوضحت الدكتورة أن : “الخلايا الجذعية هي أيضاً مضادَّة للالتهابات؛ لذا، بالإضافة إلى تكوين خلايا دماغية جديدة، يمكنها تقليل التأثيرات الالتهابية للضغط في الدماغ، ومن المعروف أن الخلايا الجذعية تصل إلى المناطق، التي يوجد فيها التهاب، وبالتالي ستجد طريقها من الدم إلى الدماغ”.
وتأتي التجربة بوصفها استكمالاً للاكتشاف الذي سبق التوصل إليه بأن مضادَّات الاكتئاب يمكن أن تحفز الخلايا الجذعية في الدماغ على صنع المزيد من الخلايا العصبية.
الخلايا الجذعية مضادَّة للاكتئاب
ويعتقد علماء جامعة جونز هوبكنز أنه كلما زاد عدد الخلايا العصبية؛ كان الاتصال أفضل بين هذه الخلايا وبين مناطق الدماغ المسؤولة عن العواطف، حيث إن الخلايا الجذعية تُعتبر أيضاً من مضادَّات الالتهابات، وأن الاكتئاب يمكن أن يكون مرتبطاً بالتهاب في الدماغ.
وتظهر الأبحاث أن الخلايا الجذعية المستخرجة من الأسنان تشترك في خصائص سلوكية مماثلة للخلايا الجذعية الوسيطة «MSCs» من الأنسجة الأخرى؛ حيث توجد الخلايا الجذعية الوسيطة في العديد من الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تتحول إلى خلايا العضلات والأعصاب والعظام والدهون والغضاريف، ولها القدرة أيضاً على تغيير سلوك الجهاز المناعي.