خلع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل القفازات مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. بالمباشر صَوَّب باسيل سهامه على خصمه السياسي اللدود، متهماً اياه بالعمالة لصالح اسرائيل والخليج. لم يكترث باسيل لردود الفعل القواتية التي يمكن أن تكون في بعض الاحيان “جارحة” تطال شخصه او وضعه العائلي، كما هو حال “الجيوش الالكترونية” التي تطفو على وجه الاحزاب في لبنان، فظهر رئيس التيار مصراً على كلماته المكتوبة امامه على الشاشة من دون اي ارتجال مسبق.
في ظل الازمة الكبيرة التي يعاني منها التيار في بعض المناطق ومزاحمة القوات له، كما المجتمع المدني، بات باسيل على يقين أن اسلوب المعركة تطور ويتطلب مواقف أكثر تطرفاً ضد الخصم اللدود القوات اللبنانية، التي لا تترك مناسبة الا وتصوب في خلالها على باسيل والتيار وترجمهم بملفات الفساد وتُكيل الاتهامات من أصغر ناشط الى أكبر قيادي في الحزب، حيث تشن الحملة بتنسيق متقن ضد كل ما يتصل بباسيل وتياره السياسي.
في بداية عمل التيار الوطني الحر، كان الخوف سائداً لدى المحازبين والمناصرين من القوات اللبنانية، فغالبية المنتمين الى التيار كانوا من جيل الشباب الذي يخشى المواجهة وهو طري العود، ولا يملك الخبرة القتالية او التنظيمية التي تملكها القوات. ومع تمرس التيار داخل السلطة وامساكه ببعض الاجهزة، تكونت بيئة جديدة هي تلك التي “تمشي مع الماشي” وتستغل نفوذ أي تيار سياسي للانخراط فيه مستفيدة من رخصة سلاح أو رخصة زجاج داكن لتلبي طموحاتها. هذه الفئة شكلت عصب التيار في الشارع حيث تبادر عند الحاجة الى الرد. ورأينا ذلك في محطات كثيرة أبرزها مع موكب القوات اللبنانية الذي مرَّ امام مركز التيار في ميرنا الشالوحي، يومها اتُهمت اجهزة امنية بدعم المحازبين في ميرنا الشالوحي ودعمها في الانقضاض على الـ convoi القواتي الذي أُجبر على الابتعاد.
وصفُ باسيل المتكرر لجعجع وهجومه اللاذع على الرجل، لم تعطه القوات الحجم الكبير وتركت مرشحها في البترون غياث يزبك يصدر بياناً يهاجم فيه نائب منطقته. وتؤكد مصادر معراب ان باسيل يتحدث بلغة “المفلس” الممتعض من تخلي حليفه عنه واشتمامه رائحة تحالفات جديدة قد تُطيح به، رغم تطمين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستعداده للبحث في تطوير اتفاق مار مخايل، الا أن مصادر معراب تشير الى أن ما يُطبخ في الكواليس لن يكون لمصلحة التيار وباسيل وستكون لعودة الرئيس سعد الحريري في هذا الاطار كلمة مفصلية تُحاكي سيناريو محاصرة التيار.
في المقابل، يؤكد التيار بحسب اوساطه ان الثنائي الجديد الذي ظهر على الساحة هو ثنائي حركة أمل القوات اللبنانية، وهو ماضٍ في حربه على العهد بعد ان تعهد هذا الفريق من قبل بالإطاحة بالرئيس ميشال عون وعمل طوال السنوات الخمس الماضية على ذلك. وتدعو الاوساط الى انتظار التطورات الإقليمية، ولا سيما بين سورية ودول الخليج، حيث ستفضي التسويات هناك برعاية روسية الى رسم خارطة جديدة للقوى السياسية التي ستكمل المرحلة.