لعل الدراسة التي صدرت مؤخراً في معهد الإحصاء بجامعة كوبنهاغن الدنماركية، والتي أفادت في محاولة لتفسير التفشي المتسارع لسلالة أوميكرون، أنّ المتحور الجديد هو الأفضل في مراوغة مناعة الحاصلين على اللقاح، تجعلنا نتوقف عند مسار الانتشار الوبائي لأوميكرون في لبنان، ربطاً بارتفاع اعداد الإصابات واستحالة تطبيق الاقفال التام والوضع المزري للاستشفاء من جهة، وحقيقة أنّ المتحور يصيب الأشخاص أصحاب المناعة ايضاً من جهة أخرى، فماذا ينتظرنا؟
في خطورة البحث في ملفات اوميكرون والدراسات المرتبطة بها، يمكن التوقف عند معلومة تقول إنّ هذا المتحور يضم بداخله متحورات “Delta” و” “Beta و”Gamma” و”Alpha”، ما جعل بعض العلماء يعيدون تسليط الضوء على الفرضية الأولى التي تتبنى فكرة الفيروس المصنّع، طالما ان اوميكرون يضم غير متحورات وهو ما عزز موقفهم، وعاد الحديث عن كيفية انتقال الفيروس للمرة الأولى، فهل كان ذلك من خلال حاضن بيولوجي انساني ام حيواني. وفي مقابل هذه الفرضية، ثمة رأي اخر لعلماء اعتبروا اننا امام بداية نهاية الوباء، فأشار ياشا مونك وهو أستاذ في جامعة جونز هوبكنز، الى أننا على وشك تجربة نهاية الوباء كظاهرة اجتماعية. وكذلك قالت المديرة الفنية لهيئة الصحة العامة الدنماركية تيرا غروف كراوس، أن الخصائص المميزة لمسار كورونا عند الإصابة بمتحور أوميكرون، تعطي أملا بنهاية الوباء. ولكن في المقابل لا معطيات مؤكدة على ذلك في ظل المتحورات الدائمة الظهور، ويمكن الاستعانة بعبارة لداني ألتمان وهو أستاذ علم المناعة في جامعة كوليدج في لندن، ومن اهم العلماء الذين درسوا مسار كورونا، حيث قال: “أحد الاشياء المروعة في هذا الوباء هو أن الناس لا يصدقون كل ما يقال من العلماء، لأننا نغير آراءنا كون الهدف متحرك”.
ad
هل يُعاد سيناريو “دلتا” الجنوني مع “أوميكرون” في لبنان؟.. هكذا نكون بأمان ونصائح منزلية لتعزيز المناعة
خبيرة تفجّر مفاجأة: “أوميكرون” سيطغى على العالم بأسره خلال 3 إلى 6 أشهر
أوميكرون في لبنان
بالعودة الى لبنان، خرج المعنيون في الشأن الطبي في الأيام الأخيرة لتأكيد خطورة الوضع محلياً، وخصوصاً أنّ القطاع الاستشفائي بات في حالة شبه انهيار، وبأنّه لا إمكانية لاستيعاب أي موجات جديدة، ولكن الخوف من تكرار سناريو الصيف الماضي أصبح واقعاً مع ارتفاع اعداد الإصابات، من الملقحين وغير الملقحين. يشرح الطبيب المتخصّص بأمراض الكلى والضغط نضال المولى، مسار أوميكرون في لبنان في حديث خاص لـ”لبنان 24″، مستذكرا المراحل الأولى التي مرّ بها التطور الوبائي منذ المتحور الأول، حيث يتوقف عند فكرة التراشق بين الدول العظمى والاراء المتناقضة، واحتمالية أن يكون الفيروس بيولوجيا ام لا، وكذلك التخبط في البروتكولات العلاجية، وهو ما فسر في بداية الانتشار الارتفاع الكبير في الوفيات بين الأطباء الذين درسوا الفيروس وطبقوا اختبارات العلاج. يقول المولى: “نحن امام فيروس ترك الكثير من الرعب والاحزان، وغيّر كذلك اقتصادات العالم، لحين أصبحنا امام حقيقة واحدة وهي ان الفيروس يطور نفسه ما أدى الى كل هذه المتحورات”.
انخفاض الليرة التركية يعني خصومات كبيرة على عمليات زراعة الشعر – احصل على الأسعار الآن
انخفاض الليرة التركية يعني خصومات كبيرة على عمليات زراعة الشعر – احصل على الأسعار الآن
Tajmeeli | Sponsored
credit icon
ويتطرق المولى أيضا الى ما أشار اليه وزير الصحة العامة دكتور فراس الأبيض قبل أيام عندما قال إن منظمة الصحة العالمية أخطأت في تقديرها حينما أشارت الى ان الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ، بل ينتقل عن طريق الهواء، وهي مسألة متناقضة بين اشهر الأطباء العالميين، “وهنا نعود الى طرح المزيد من علامات الاستفهام وهل عدنا الى نقطة الصفر وسنشهد على السيناريو الأسوأ للفيروس؟”.
فعالية اللقاحات
يتحدث المولى عن عوارض خفيفة نسبيا لأوميكرون مقارنة بغيره من المتحورات، وهو ما تؤكد عليه منظمة الصحة العالمية، حيث أنّ هذه العوارض غالبا ًما تكون مشابهة لـ”الرشح” العادي، بدون ألم في الرأس او انسداد رئوي، بينما هي عوارض موجودة في “دلتا” وهو الأخطر من بين المتحورات الى غاية اليوم. أمّا الأسوأ في أوميكرون بحسب المولى فهو انه يصيب أيضاً الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات حتى بالجرعات المعززة، “وهنا نسأل لماذا يُصاب هؤلاء الملقحين طالما أصبحت لديهم مناعة؟. وكذلك نسأل عن فعالية اللقاح وهل ان المناعة التي نحصل عليها متفاوتة بين شخص واخر؟كلها أسئلة مشروعة يتضارب العلم في تفسيرها، ولكن المؤكد انّ الملقحين هم الأقل عرضة لخطر الدخول الى المستشفى، على الرغم من ان اوميكرون يراوغ أصحاب المناعة، وهذه حقيقة لغاية الساعة”.
ad
وبالعودة الى بداية موجة اللقاحات، يطرح المولى فرضية خطيرة ولكنّها تؤدي الى خلاصة قد تكون إيجابية، ويقول المولى وهو من بين أوائل الأطباء الذين تم انتدابهم الى المطار في بداية الجائحة: “لا نريد التحدث عن الخلاف التجاري في اللقاحات والمنافسة الاقتصادية وكل ما شهده العالم من جنون في عالم المضاربة على مستوى اللقاحات التي طُرحت، انما سأتحدث عن مسألة مهمة وهي انّه عندما بدأت الدول بتجربة اللقاحات على المواطنين، كانت معظم هذه الدول في حالة حجر، وبالتالي قد يكون المعزز الأول لفعالية اللقاحات هي عملية عدم الاختلاط والتباعد بطبيعة الحال، وقد يكون ذلك من بين أحد الأسباب الرئيسة لنجاح اللقاح في تخفيف عدد الإصابات في دول عدة”.
اذا، الخلاصة تكون بالعودة الى حقيقة أنّ الوقاية خير من قنطار علاج، وبانّ كل إجراءات الردع والحماية وحتى اللقاحات لن تكون مفيدة دون وجود قرار ذاتي بحماية انفسنا، وعدم الاختلاط الا في الحالات الملحة، واتباع إجراءات الوقاية وارتداء الكمامة، وهي افضل السبل للوقاية من جنون كورونا ومتحوراته.
وعلى مستوى تطعيم الأطفال، يشير المولى الى انه ضد إعطاء اللقاحات للأطفال بعمر معين وكذلك يبدي كبار العلماء اعتراضهم على تطعيم الأطفال، ويعتبر المولى انّ الأطفال لديهم غدة تعمل في عز عطائها وتؤمن لهم كل المناعة المطلوبة وليسوا بحاجة الى لقاح.
lebanon24