بين محاولة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سحب فتيل “الانفجار “بين حركة امل والتيار الوطني الحر في مستهل اطلالته الأخيرة و بين كيل الاتهامات للملكة العربية السعودية خيط رفيع يتصل بالتقاطعات الحادة إقليميا ،كما بحجم الضغط الهائل لحصر دور حزب الله داخل الحدود اللبنانية
.
تشير أوساط ديبلوماسية إلى الارتباك الواضح الذي يحكم أداء حزب الله في المراحل الأخيرة، خصوصا انه لم يوصد الباب أمام المطالبات بوقف الانفلاش العسكري خارج الحدود اللبنانية ما يكثف التصويب عليه.
لذلك، يعم مناخ عام عن عدم قدرة حزب الله على البقاء على نهج المراوحة في إدارة الملف اللبناني بالتوازي مع مواكبة تطور علاقة إيران مع المحيط وإقرار تسوية نهائية تحقق الانفراج و تفسح في المجال أمام ابرام تفاهمات مع الأطراف الداخلية وفق اسس جديدة.
فبالتالي ، لا يمكن نظريا ابرام مطلق تسوية مرحلية في لبنان او البت بالملفات المصيرية على غرار الأكثرية او التعامل مع الاستحقاق الرئاسي في ظل “صراع الاضداد” إقليميا ، أضف إلى ذلك بأن الواقع اللبناني يحتاج حلولا سريعة تبدو بعيدة المنال حاليا أمام تعقيدات تتجاوز البعد اللبناني إلى عمق المعادلة الاقليمية و الدولية.
ما يمكن تصنيفه “الجمود القاتل” ينسحب أيضا على الازمة السورية التي لم تخرج من الشرنقة حيث أن مختلف المبادرات لم تسفر عن تقدم في الحل الدستوري او في خطط المصالحة الوطنية ، و هذا من شأنه ان يضاعف من حالة التشرذم اللبناني المرتبط حكما مع الحل النهائي داخل سوريا.
لعل إشارة السيد حسن نصرالله بالتصويب على السعودية بالغة الخطورة، كونها تحمل في طياتها اعتماد الهجوم كونها خير وسيلة للدفاع، ومواكبة الصراع الإقليمي بالتشنج ، و يحصل ذلك على وقع التحضير للانتخابات النيابية التي يعول البعض على فكرة انها قد تنزع الأكثرية من حزب الله و حلفائه وبالتالي فقدان ورقة اساسية مهما بلغت المكابرة والقول بأن لبنان لا يُحكم الا بالتوافق.
لذلك، يبدي مصدر لبناني خشيته من مرحلة دقيقة انطلاقا من تبديل موازيين القوى ،خصوصا في ظل ما يجمع عليه مختلف الاطراف من ان الازمة اللبنانية مرتبطة بمندرجات المفاوضات النووية.
lebanon24