بينما يواصل البلد انحداره السريع إلى الأسفل، اقتصادياً ومالياً وحياتياً تحت وطأة تناحر قوى الأكثرية الحاكمة، زادت الامور تعقيداً، في ظل جوّ متوتر ومشحون وبسقف مرتفع من دون ضوابط، ما استدعى رد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، على مغالطات وافتراءات النائب جبران باسيل والتي وصفها بـ”الوقحة”.
في هذا الاطار، لم تستغرب مصادر حزبية أنّ يصل التشدد العوني إلى هذا الحد، طالما انّ مصلحة باسيل مسيحياً على وجه الخصوص تفرض عليه انتقاد حزب الله بالمباشر وفي الإعلام وخارج الغرف المغلقة والتصويب عليه، وتشير المصادر عبر وكالة “اخبار اليوم”، الى انّ الهجومات قد بدأت على مستوى قيادات ثم نواب ووزراء واليوم على صعيد رئاسة التيار الوطني الحر، وستكون كلمة الفصل مساءً مع اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساءً.
وأمام كل التوترات السياسية الحاصلة، يجد اللبنانيون أنفسهم أسرى طبقة سياسية مستعدة لأن تحرق البلد بما فيه ومن فيه من أجل إبقاء قبضتها ممسكة بمفاصله، وتأمين مصالحها على حساب مصالح الشّعب مهما كان الثمن. فالبلد مُفلس فعلياً على كلّ الصعد. من دلائل ذلك أنّ خزينة مصرف لبنان المركزي لم يعد يوجد فيها من العملات الصعبة سوى القليل، وهو إحتياط لا يمكنه أن يوقف إنهيار الليرة أمام الدولار، ولا النّهوض باقتصاد يغلب عليه طابع الريعية.
وعليه، كل الأسئلة السوداء باتت مشروعة أمام الإنهيار الذي يهوي بوتيرة مرعبة تنذر بالأسوأ وكأنّ النهاية المفجعة لهذا البلد صارت تقاس بالأمتار، اذ لامس سعر صرف الدولار في السوق السوداء الـ 29 الفاً مقابل الليرة اللبنانية، واصبح على عتبة الثلاثين.
في موازاة ذلك، يرى الخبير الاقتصادي جوني طوبيا، أنّه عندما يتوافر إستقرار سياسي يستقر سعر الصرف، وعندما يحدث أيّ توتر سياسي كما يحصل اليوم من اشتباكات محتدمة، وشد العصب الطائفي على مشارف الانتخابات النيابية ستحصل حتماً قفزات جنونية للدولار.
ويتوقّع طوبيا عبر “اخبار اليوم” أنّ يصل سعر صرف الدولار إلى مستويات قياسية. أيّ أنّ الدولار الواحد قد يساوي 40 ألف ليرة في الأشهر المقبلة إذا استمر التأزّم السياسي، لأن عودة الثقة بالليرة مرتبط بهيبة الدولة.
المصدر : شادي هيلانة – وكالة اخبار اليوم