يَأبى فيروس كورونا أنْ يدع دورة الحياة تَسير بشكلها الطبيعي، فما لبِثنا أن إعتدنا على التعايش مع الوباء، بعد فترة إغلاق جزئية أو كاملة، أثّرت سلباً على جميع نواحي الحياة، وشهدنا خلالها تدابير وقائية وإجراءات “صارمة” في محاولة للحدّ من إنتشار هذا الفيروس الذي أنهك العالم، ها هو متحوّر “أوميكرون” ينشر الفوضى والمخاوف من تكرار سيناريو بداية ظهور الوباء.
وفي لبنان المشاكل التي نُعاني منها حدّث ولا حَرج، فمَا مدى قدرتنا على مكافحة أيّ إنتشار للمتحوّر الجديد؟، عن هذا السؤال يُجيب رئيس “اللجنة التنفيذية للقاح كورونا” الدكتور عيد عازار قائلًا إنّ “مشكلة القطاع الصحي اليوم بإرتفاع الكلفة المادية لتأمين الاستشفاء اللازم لمرضى كورونا”، مُشيرًا إلى أنّ “يوم الإستشفاء الواحد كلفته تتراوح بين 5- 8 ملايين ليرة لبنانية، ومعدل الإستشفاء 9 أيام، في ظلّ غياب كلي للجهات الضامنة”.
وأوضح عازار “في حال تفشى كورونا في لبنان، فإنّ معظم المستشفيات تُقفل تلقائياً باقي الأقسام كما حصل العام الماضي، ويتمّ الإستعانة بالممرضين والممرضات المتوفّرين. ولا شك في أنّ هناك نقصاً في الكادر التمريضي، إلاّ أنّ المشكلة الحقيقية في كلفة الإستشفاء”.
أضاف: “العام الماضي الضمان كان يُغطّي جزءاً من الكلفة، أمّا اليوم فهذا الأمر غير موجود، ومن يملك الأموال اللازمة للعلاج لا مشكلة لديه”.
أما من الناحية الوبائية، فشرح عازار أنّ “الفرق بين العام الماضي وهذا العام أن عدد الذين يدخلون إلى المستشفيات أقل بكثير، وعدد الذين يحتاجون للأوكسيجين في المنازل أوالمستشفيات قليل جدًا، لذا أنا مُتفائل بأنّ هذه الموجة قد تمرّ أخفّ من العام الماضي”، مُستبعداً أنْ “نصل إلى رقم صاروخي في عدد الوفيّات”.
وردًا على سؤال، أجاب: “لا توجد دولة في العالم، ضمن نظامها الصحي، لا تفتح أقساماً للمرضى على مدار العام. ولا يُمكننا تخيّل أي دولة من دون أقسام كورونا، أمّا في لبنان إذا كان النظام الطبي والصحي مُنهار فالمشكلة ليست في الفيروس”، مجدداً التأكيد أن “أرقام دخول المستشفيات ستكون أقل من العام الماضي والمشكلة الأساسية مادية”.
عازار لا يتوقّع “اللجوء إلى الإقفال العام، أو عدم عودة التعليم الحضوري، فمِن الأفضل أن تبقى المدارس مفتوحة لأن التلامذة خسروا عامَيْن سابقاً وخسارة سنة ثالثة ستكون نتائجها سلبية على الطلاب”.
وشدَّد عازار في الختام، على أنه “رغم كل مواردنا المحدودة يُمكننا مواجهة كورونا إذا إعتمدت خطة منطقية”.