يتمظهر عمق المأزق في لبنان من خلال التخبط في كيفية التعامل مع الواقع المأزوم، الرابط الوحيد بين أغلب الأطراف السياسية سعيها الحفاظ على مواقعها ما يبعثر الأولويات بين الحلفاء كما الخصوم.
ad
ليس تفصيلا عابرا، ان يعمد الشيخ نعيم قاسم الى الإعلان عن عدم اكتراث حزب الله نيل الأكثرية فيما القاصي و الداني يعلم الحاجة الملحة الى غطاء محلي والاستناد عليه لتحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز حدود لبنان باميال صوب عمق الخليج العربي وفي اليمن تحديدا ، وليس من قبيل الصدفة ايضا ان يعمد النائب جبران باسيل إلى استنفار قواعده الحزبية بوجه حليفه حزب الله وترداد “مش ماشي الحال” جراء انحيازه إلى جانب الخصم اللدود رئيس مجلس النواب نبيه بري.
رغم الجهود المبذولة، فإن تخفيض حرارة السجال الدائر بين التيار والحزب تصطدم بالسؤال المركزي المتعلق بالاستحقاق الرئاسي المقبل قبل التفريع إلى الجوانب الخلافية الأخرى، ثمة قناعة عند حزب الله بعدم الاستجابة لمطلب حليفه طرح الخيارات على بساط البحث، فحسابات الرئاسة الأولى مرتبطة إلى حد بعيد ببعد إقليمي ودولي لم تنضج ظروف التعامل معه بالقدر الكافي، علما بأن مستجدات جبهة اليمن باتت ترخي بظلالها على مسار الازمة اللبنانية.
في المقابل، فان الاستعجال العوني في طرح الاستحقاق الرئاسي مرده رفض ضمني لاخراج عون من قصر بعبدا مع بقاء “خصومه” في سدة الرئاسة، ما يعني وفق ادبيات العهد هزيمة المشروع العوني أمام المنظومة الحاكمة، وهذه اسباب تستوجب من جانب النائب جبران باسيل رفع السقف السياسي إلى حدوده القصوى.
هذه التعقيدات وفق مصدر سياسي ، لا تلغي حاجة الطرفين إلى بقاء التحالف ساري المفعول حتى الانتخابات النيابية على الاقل ما يستدعي رسم خطوط حمراء لا ينبغي تخطيها مهما بلغت حدة السجال السياسي ،خصوصا في ظل الخطر الكامن في أصوات المغتربين التي تصب بمعظمها الساحقة ضد المنظومة الحاكمة وفي وجه تحالف مار مخايل على وجه التحديد.
هنا يبرز التساؤل المزدوج ، عن قدرة حزب الله إقناع مؤسس “التيار الوطني الحر” قبل رئيسه بجدوى ابرام تفاهمات انتخابية ورفع الحاصل النيابي بالقدر الممكن ، في مقابل رغبة رئيس الجمهورية بالخروج من بعبدا وتسليم صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء بغض النظر عن نتائج صناديق الاقتراع وطبيعة الحكومة الانتقالية إن تشكلت.
lebanon24