ليس سهلًا لا على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ولا على الأمين العام لـ”حزب الله السيد حسن نصرالله، أن يتنصّلا من إتفاق “مار مخايل”. فالطرفان في أمسّ الحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى.
فالنائب باسيل، الذي يجد نفسه محشورًا في “زاوية الإنتخابات النيابية”، ينظر إلى موضوع تحالفه مع “حزب الله” من منظار ما يمكن أن يعوضّ له هذا التحالف ما خسره في السياسة نتيجة ما وصلت إليه البلاد من إنهيار في عهد الرئيس ميشال عون. وعلى رغم الإختلاف في وجهات النظر في الأمور السياسية والقضائية بين “التيار” و”الحزب”، فإن رئيس “التيار البرتقالي” لا يرى بديلًا في الوقت الراهن المأزوم سوى “الحزب الأصفر”. وهو لذلك أفهم من يريد أن يفهم أن ما سيقوله يوم الأحد لن يفسد في الودّ قضية. فعلى القيادة العليا في “الحزب” أن تتفهمّ إضطرار باسيل لرفع سقف المواقف في وجه “حزب الله” لإعتبارات “مسيحية” تتعلق حصرًا بحيثيته الإنتخابية، إذ لا يكفيه فقط وقوف “حارة حريك” إلى جانبه في معركته الإنتخابية في أكثر من دائرة حسّاسة، وذلك لأن بيئته قد أصبحت في مكان آخر، أو حتى على الضفة الأخرى المقابلة للضفة التي يقف عليها “التيار الوطني الحر”.
ad
مَن المسؤول عن كل هذا الخراب؟
بعد سقوط “إتفاق معراب” و”التسوية الرئاسية”… هل يصمد “تفاهم مار مخايل”؟
لذلك، فإن “حزب الله” لن يتفاجأ بما سيقوله باسيل الأحد، وأن كلام الأثنين للسيد نصرالله سيكون إستيعابيًا إلى حدّ كبير، من دون أن يعني ذلك بالطبع أنه سيذهب في “مسايرته” إلى حدود التخلّي عن شرطه للعودة إلى طاولة مجلس الوزراء. فإذا لم يتمّ التفاهم على تسوية على “ضبضبة” ملف القاضي طارق البيطار فإن جلسات مجلس الوزراء ستبقى معلّقة إلى “ساعة القيامة”، إلاّ إذا تجاوب مع عليهم التجاوب مع مبادرة رئيس الحكومة.
فكما أن المطلوب من “حزب الله” أن يتفهّم ظروف باسيل، فعلى الأخير أن يتفهّم موقف “الحزب”. وهذه المعادلة غير قابلة للمساومة لدى “حارة حريك”، التي بدأ يساورها الشك في أن ثمة محاولة للإنقضاض على إنجازات المقاومة، في الداخل كما في الخارج، وأن المناخ العام يشي بتحركّات قد تستهدف الحزب في المرحلة المقبلة. وهذا ما سيتناوله السيد في كلامه، وسيكون فيه حازمًا وحاسمًا.
انخفاض الليرة التركية يعني خصومات كبيرة على عمليات زراعة الشعر – احصل على الأسعار الآن
انخفاض الليرة التركية يعني خصومات كبيرة على عمليات زراعة الشعر – احصل على الأسعار الآن
Tajmeeli | Sponsored
credit icon
والدليل على أن “التفاهم” بين “ميرنا الشالوحي” و”حارة حريك” على الاساسيات مضبوط في شكل جيد، أن زيارة وفيق صفا لباسيل حملت أكثر من إشارة إيجابية، وهذا ما أوضحته مصادر مقرّبة من “الحزب”، التي إعتبرت أن عدم التعليق على كلام رئيس الجمهورية يعني أن “القيادة العليا” في “حزب الله” لم تشعر بأنه كان موجّهًا إليها.
وعليه، يمكن الإستنتاج بأن قيادتي “التيار” و”الحزب” قد توصلتا إلى قناعة بضرورة الحفاظ على العلاقة بين قيادتيهما وقواعدهما وحماية تحالف “مار مخايل” وتنظيم الخلاف حول الملفات المطروحة، وعدم الانجرار خلف التوترات الاعلامية وضبط الجيوش الالكترونية على منصات التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى ساحة لمعارك أخذت منحىً غير مضبوط، وقد أجّجت نيرانها التغريدات النارية لعدد من نواب “تكتل لبنان القوي”.
ad
وعلى رغم هذه الأجواء فإن مصادر الطرفين تؤكد أن لا مصلحة لأحد بتهديد التحالف الذي يخدم مصلحة الحزب والتيار إنتخابيًا، في ظل وجود توجه لعقد تحالف انتخابي بين خصوم “الحزب” و”التيار” لتحجيم التيار مسيحيًا، وتقليص الغطاء المسيحي لسلاح “حزب الله”.
في المقابل تمكّنت “حارة حريك” من “دوزنة” ردّة فعل “عين التينة”، حيث أدار الرئيس نبيه بري “الأذن الطرشاء” لاتهامات التواطؤ والتعطيل التي وجهها رئيس الجمهورية بالمباشر إليه من دون أن يسميه، فتعامل معها ضمن حدود “التهميش والتطنيش” منعاً لتسعير صفيح الأزمة والانجرار خلف “أجندة التراشق والتوتير”.
وبناء عليه، فإن باسيل ينكّب، مع مجموعة مستشاريه، على إعداد ما سيقوله الأحد بعناية ودّقة، على أن تبقى الأيام الأخيرة من سنة 2021 محطّ تعليق اللبنانيين الذين يأملون في أن تحمل السنة الجديدة بعضًا من خير.
المصدر: خاص “لبنان 24”