أشار الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة Cyberia بسام جابر إلى أن “رفع أسعار الانترنت اقتصر على الزبائن من المؤسسات والشركات ولم يشمل خدمة الإنترنت للأفراد”، معتبراً أن “التحذيرات من انقطاع خدمة الانترنت بشكل عام في لبنان اصبحت جدية ولا بد من التوجه نحو تصحيح التعرفة لمواكبة التطورات الاقتصادية الحاصلة. كما اكد على ضرورة تنظيم القطاع ووضع حد للنشاطات غير الشرعية معلنا استعداد معظم شركات الاتصالات في لبنان وضع نفسها في خدمة الدولة بهدف ايجاد الحلول المناسبة”.
وأكد جابر، في حديث إعلامي، أن “شركات نقل المعلومات وخدمات الإنترنت، بما فيها الشركات التابعة لمجموعتنا، أي شركتي IDM وCyberia، برفع أسعار خدمة الإنترنت. إلا أن المذكرة التي تتحدثون عنها كانت واضحة، إذ أن رفع الأسعار اقتصر على الزبائن من المؤسسات والشركات، وهو لم يشمل خدمة الإنترنت للأفراد التي لم تتغير بعد”.
وأضاف، “لقد أُلزمَت شركتنا ومجموعة الشركات الخاصة العاملة في لبنان على رفع تعرفة خدمة الإنترنت وذلك لعدة أسباب. أولًا، إن السواد الأعظم من المصاريف التي تدفعها شركاتنا تُسدَّد بالدولار الفريش، بما فيها قطع الصيانة، والملكية الفكرية وحقوق البرامج، والمعدات المختلفة، إضافةً إلى الكلفة التي ندفعها لتأمين الكهرباء عبر المولدات الخاصة، بما في ذلك المازوت وقطع الغيار، ناهيك عن أن العديد من الشركات الخاصة التي تعمل في لبنان أُلزمَت على دفع جزءٍ من معاشات الموظفين بالدولار، بغية الحفاظ عليهم في ظل الخطر الداهم الذي نواجهه من هجرة الأدمغة. والجدير بالذكر أنه إذا رفعنا تعرفة الإنترنت للأفراد في المستقبل المنظور، فسنأخذ حتما بعين الاعتبار أوضاع المواطنين الذين لا يستهلكون الإنترنت كثيرًا. وأخيرًا، أودّ لفت النظر إلى أنه لا يمكن وضع ما حصل، في إطار رفع الأسعار، بل يجب وضعه ضمن خانة تصحيح الأسعار، نظرًا لتدني قدرة شراء الليرة اللبنانية”.
وعن إمكانية انقطاع خدمة الانترنت في لبنان بشكل عام، رأى جابر أن “هذه التحذيرات جدية للغاية، وليست بعبثية، بل إنها تصف بدقة سوء الحالة الراهنة. لا أستطيع أن أتخيل ماذا سيحصل باللبنانيين عامةً من مواطنين أفراد وشركات، إذا انقطعت خدمة الإنترنت. إذ إن هذا يعني انقطاع لبنان الكليّ عن العالم وعيشه في عزلة تامة وفي سوادٍ حالك. سأتخيّل معكم ماذا سيحلّ بعاداتنا وحياتنا اليومية إذا ما انقطعت الإنترنت”.
وتابع، “أولًا، من المعروف أن اللبنانيين عامةً، شركات وأفراد، يستخدمون تطبيق الـWhatsApp بكثافة، ونذكر تماما ماذا حصل عندما قرر مجلس الوزراء منذ سنتين وضع ضريبة على تطبيق الـWhatsApp. وهذا يشرح مدى حيوية هذا التطبيق بالنسبة إلى اللبنانيين. إذا انقطعت خدمة الإنترنت، يمكننا القول وداعًا إلى تطبيق الـWhatsApp، وسنرجع إلى عهد الرسائل النصية القصيرة (SMS). والجدير بالذكر أن اللبنانيين لا يستخدمون فقط تطبيق الـWhatsApp لخدمة الرسائل، بل أيضًا، وبشكلٍ كثيف، لخدمة الاتصال. علاوةً على ذلك، سيؤثر انقطاع الـWhatsApp المحتمل من الناحية الاجتماعية، إذ إنه، مع ارتفاع كلفة التخابر الدولي، تستخدم الأغلبية الساحقة من العائلات اللبنانية تطبيق WhatsApp للاتصال بأفراد العائلة المنتشرين في جميع أصقاع العالم، ويُعَد انعدام هذه الإمكانية كارثة بحد ذاتها”.
ثانيًا، إن الإنترنت وسيلة حيوية للعديد من الأنشطة التجارية، فعلى سبيل المثال، قد طورت الأغلبية الساحقة من المطاعم اللبنانية في السنوات الأخيرة تطبيقًا خاصًا يسمح للمستهلكين طلب الطعام. وهذا ينطبق أيضًا على العديد من خدمات سيارات الأجرة Taxi، والخدمات الأخرى التي تطورت بشكلٍ بالغ في السنوات الماضية معتمدة على الإنترنت. ستتوقف كل هذه الخدمات حكمًا مع انقطاع الإنترنت، مما سيؤثر بشكلٍ سلبي للغاية على الاقتصاد اللبناني.