لم تكن كلمة الرئيس ميشال عون تصعيدية في الشكل، لكنها في المضمون حملت الكثير من الرسائل السياسية لخصومه، كما انها فتحت ابوابا سياسية كثيرة تخدم المستقبل السياسي للتيار الوطني الحر ، اضافة الى التلميحات التي وردت واصابت حليفه حزب الله
.
بخطاب هادئ توجه الرئيس ميشال عون الى اللبنانيين، لكنه ايضا اعاد رسم الخطوط العريضة للخطاب السياسي العوني ولتوجهات العهد السياسية والاستراتيجية، والتي يجب ان يبنى عليها في المرحلة المقبلة التي تسبق انتهاء الولاية الرئاسية وتليها.
لعل اهم ما حاول ايصاله عون هو استعداده لبناء او تأسيس علاقات جيدة مع مختلف الدول والمقصود هنا الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج، وهذا المسار الجديد من العلاقات الذي يحتاج وقتا لتمتينه لن يكون مفيدا للعهد الحالي الذي شارف على نهايته بل هو يخدم مصلحة رئيس التيار جبران باسيل ومستقبله السياسي
.
لم يهاجم عون حليفه حزب الله بشكل مباشر بل وضع التلميحات التي تصيبه في اطار واسع مرتبط بالاصلاح وبناء الدولة، لكنه اصر على فكرة عقد جلسة لمجلس الوزراء وعدم التعطيل بحجة الميثاقية وهذا يعني ان عون ليس في وارد مراعاة حليفه في موضوع الحكومة..
إشارات عون الى حزب الله طالت التدخلات الاقليمية للحزب والتي غمز عون من قناتها، ما سيشكل حساسية جدية للحزب في لحظة اشتباكه الكبرى مع دول الخليج ومع اقتراب الانتخابات النيابية وما يرافقها من كباش اعلامي مفتوح.
الاهم هو فتح عون لملف الاستراتيجية الدفاعية والتي لا يعارضها حزب الله علنا ، لكنه في الواقع لا يستسيغ الخوض فيها حتى النهاية لانها تقلص من هامش حركته العسكرية في مواجهة اسرائيل او في معارك اخرى.
من الواضح ان عون اراد اظهار قدرته على التمايز عن الحزب للقول انه ليس مضطرا ان يحافظ على موقعه السياسي في ظل سلوك حليفه الذي لا يخوض الى جانبه اي معركة داخلية، ويتركه وحيدا في مواجهة الخصوم السياسيين، فهل تنجح المناورة ام انها ستكون خطوة ناقصة جديدة؟
Lebanon24