كتب داني حداد في موقع mtv:
لم تعد نهايات الأعوام، في حياة اللبنانيّين، للاحتفال والسهر. باتت كأنّها موعد ترقّب لمجهولٍ آتٍ. ماذا ينتظرنا في العام ٢٠٢٢؟ سؤال سيُطرح كثيراً في الأيّام القليلة المقبلة، وخصوصاً في اليوم الذي ستسقط فيه الورقة الأخيرة من روزنامة سنة الآلام والخيبات.
أزمتان، على الأقلّ، يحملهما العام المقبل من سلفه. التعطيل الحكومي، والاعتراض على مسار التحقيق في قضيّة انفجار المرفأ. الملفان مرتبطان، وينتج عنهما دخول حكومة نجيب ميقاتي في مرحلة تصريف أعمال، منذ أسابيعها الأولى، وقبل أن تحقّق أيّ إنجازٍ يُذكر. وقد تزيد الأمور تفاقماً حين يصدر القرار الاتهامي عن القاضي طارق البيطار.
لن نشهد حلّاً قريباً للأزمتين، خصوصاً بعد سقوط الصفقة التي كان يُعمل عليها في الكواليس، وكشفها موقع mtv. ومهما قيل وسمعنا، بل ورأينا، لن يحصل طلاقٌ هذا العام بين التيّار الوطني الحر وحزب الله. هو زواج متعة، وإن فقدت في مرحلة تُستعاد في أخرى، ولو أنكر أحد الشريكين متعته!
ملفٌّ حسّاسٌ آخر سينتقل من سنةٍ الى خليفتها. ترسيم الحدود هو المؤشّر لدخول لبنان في جهنّمٍ فعليّ، أو لبداية خروجه من الانهيار. ينتظر الأميركيّون قراراً لبنانيّاً حاسماً في الفصل الأول من العام الجديد، وإلا سيكون لبنان أمام سيناريو أكثر دراماتيكيّة. تابعوا هذا الملف بتمعّن، فعليه تُبنى خيارات وقرارات. سلامٌ وحرب.
ويبرز، في العام ٢٠٢٢، عنوان الانتخابات النيابيّة. السؤال الأول عن مصيرها، وما إذا كانت ستؤجّل. والثاني عن نتائجها، والتغيير الذي ستحدثه، ولمن تكون الأكثريّة.
وبعد “النيابيّة”، سندخل، من جديد، في دوّامة تسمية رئيس حكومة وتشكيل حكومة يُفترض ألا تعيش سوى أشهرٍ قليلة، لتستقيل مباشرةً بعد انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في تشرين الأول ٢٠٢٢، وهو الاستحقاق المفصليّ الذي قد يشكّل بدايةً لخروج لبنان من الانهيار. نأمل ذلك. رئيس الحكومة المقبل سيكون، على الأرجح، نجيب ميقاتي. رئيس الجمهوريّة المقبل الله أعلم من سيكون.
واللبناني، سواء كان مواطناً عاديّاً أو مطّلعاً على مجريات الأحداث وكواليسها، لا يملك سوى الأمل لأنّه يعرف أنّ الأزمة أكبر من أن تُحلّ بقرارٍ أو خطوة. قد يحتاج الأمر الى معجزة، ولا نبالغ.
هي سنة صعبة جدّاً. لا نقول ذلك بفعل التشاؤم بل الواقعيّة. قد يرتفع الدولار أكثر. وسيزداد الجائعون جوعاً، والفقراء فقراً. لا يعوّل أيّ منكم على ضمير مسؤول. هم بلا ضمير، وبلا قلب.
وما دمنا ننتظر المعجزات، فإنّ أغلاها، من دون شكّ، أن يريحنا الله منهم… آمين.